الدعم النفسي للأمهات الجدد، مما لا شك فيه أن رحلة الأمومة مليئة بالتحديات والصعاب، بالإضافة إلى المشاعر المتناقضة التي تجعل الأم في حيرة من أمرها؛ فالأمومة مزيج من الحب، والفرح، وكذلك الرهبة، بالإضافة إلى أنها رحلة مرهقة نفسيًا.
خاصةً في البداية خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، حيث تجد الأم نفسها مسؤولة عن روح صغيرة، تعتمد عليها في جميع احتياجاته؛ مما يجعلها تعاني من التقلبات الهرمونية، وقلة النوم، وكذلك ضغوط المجتمع التي تجعلها تشعر وكأنها لابد أن تحصل على جائزة الأم المثالية!
شئ طبيعي للغاية أن تمر الأمهات الجدد بلحظات مختلطة من التوتر والقلق، ولكن حينما يزداد الأمر عن الطبيعي، قد يؤثر ذلك على صحتها النفسية والجسدية أيضًا، مما يجعل الدعم النفسي أمرًا مهمًا بالنسبة لها، وليس مجرد رفاهية.
في هذا المقال يا صديقتي سوف أكون بجانبك كالعادة، وسوف نناقش معًا بعض التحديات النفسية التي تواجهكِ، وكذلك سوف أقدم لكِ بعض الخطوات التي سوف تساعدك في تخطي هذه المرحلة.
الدعم النفسي للأمهات الجدد | التحديات النفسية التي تواجهكِ

بعد الولادة مباشرة تبدأ الحيرة والقلق والتوتر، خاصةً لدى الأمهات الجدد، حيث أنها تجربة جديدة يمرون بها.
وهنا تبدأ تجربة جديدة تمامًا، حيث أن الأم تشعر بالسعادة والحماس لحياتها الجديدة التي سوف تبدأ مع صغيرها.
بينما في ذات الوقت سوف تواجه بعض الضغوط الكبيرة التي سوف تجعلها تشعر بالتوتر والقلق!
ومن أبرز التحديات التي قد تواجه الأمهات الجدد:
1- التقلبات المزاجية بسبب التغيرات الهرمونية
أول التحديات التي تواجهها الأمهات الجدد هي مشكلة التقلبات المزاجية خاصةً بعد الولادة مباشرةً، وذلك ينتج من تغير الهرمونات.
مما يجعلها تشعر أحيانًا بالسعادة، وأحيانًا أخرى بالإرهاق والحزن المفاجئ، بدون أسباب واضحة.
حيث أن هذه التقلبات مشاعر طبيعية تمر بها أي أم عقب الولادة مباشرةً.
قد يزداد الأمر ويصبح أكثر حدة لدى بعض الأمهات، وهنا يسمى بـ (اكتئاب ما بعد الولادة) وبالطبع يتطلب هنا الانتباه والدعم.
2- الشعور بالوحدة والعزلة | الدعم النفسي للأمهات الجدد
شعور الوحدة والعزلة من المشاعر التي تواجه بعض الأمهات الجدد، وذلك ينتج بسبب انشغالها الدائم برعاية الطفل.
مما يجعل الأم تتفقد الحياة الاجتماعية التي كانت تعيشها من قبل، مما يزيد من شعور الأم بالعزلة، بالإضافة إلى الضغط النفسي.
3- الضغط الناتج عن قلة النوم والإرهاق المستمر
بعد الولادة لا تستطيع الأم النوم بشكل كافٍ، مما يجعلها في حالة إرهاق وإجهاد مستمر، وبالتالي قد يؤثر ذلك على صحتها النفسية.
بالإضافة إلى ضعف تركيزها الناتج عن قلة النوم، وهذا ما يجعل الأمور تبدو صعبة للغاية، مما يزيد التوتر والقلق لديها كأم.
4- الخوف من الفشل والرغبة في تحقيق الأمومة المثالية
تشاهد الأمهات الجدد صور الأمهات من حولها وهن يعتنين بأطفالهن بشكل مثالي للغاية!
وذلك بالطبع يخلق لديها شعور بالضغط النفسي، وعدم الرضى عن تأدية دورها كأم، وهنا تبدأ المقارنة والشعور بالتقصير.
وكل ما تشاهده هو مجرد صور ليس واقع، هناك تحديات يواجهونها أيضًا لكن لن تكون ظاهرة لها، فلا داعي للشعور بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس.
5- التغيرات في العلاقة الزوجية | الدعم النفسي للأمهات الجدد
مما لا شك فيه أن يحدث تغييرات طبيعية بين الأم والأب، وذلك نتيجة تركيز الأم الأساسي على رعاية الطفل.
مما قد يؤثر على التواصل بينهما، بالإضافة إلى أن بعض الأمهات يشعرن بالإهمال أو قلة الدعم من الشريك، مما يزيد من الضغوط.
الدعم النفسي للأمهات الجدد | خطوات بسيطة لتجاوز التحديات

موضوعنا اليوم عن الدعم النفسي للأمهات الجدد، وبعد أن تعرفنا على أبرز التحديات التي تواجهها الأمهات الجدد!
سوف أعرض لكِ يا صديقتي بعض الحلول التي سوف تساعدكِ في تجاوز هذه المرحلة بكل سهولة.
إليكِ بعض الخطوات العملية لدعم صحتكِ أولًا، ومن ثم الاستمتاع برحلة الأمومة بكل راحة وهدوء وثقة بالنفس أيضًا.
1- طلب المساعدة وعدم الخجل من ذلك
هناك العديد من الأمهات الجدد يشعرن بالخجل من طلب المساعدة، حيث أنهن يشعرن بأن تحمل المسؤولية كاملة واجبهن كأمهات.
ولكن عليكِ أن تعلمي يا صديقتي طلب المساعدة ليس علامة ضعف، ولكن هي دليل على وعيكِ وأيضًا ذكائكِ العاطفي.
فلا تترددي أن تطلبِ الدعم من زوجكِ أو أهلكِ وحتى أصدقائكِ المقربين، حيث يمكن لأي شخص مساعدتكِ في تحمل بعض المهام:
(مثل المهام المنزلية، رعاية الطفل لمنحكِ فرصة للراحة وكذلك استعادة طاقتكِ).
فكل ما عليكِ هو عندما تشعرين بزيادة الضغط النفسي لديكِ، وعدم مقدرتكِ على تحمله، لابد من طلب المساعدة أو حتى استشارة متخصص نفسي.
2- تخصيص وقت للرعاية الذاتية | الدعم النفسي للأمهات الجدد
لا يمكن الاعتناء بطفلكِ إن كنتِ تهملين نفسكِ، ولذلك لابد من الحرص على ما يلي:
- الحفاظ على حصولكِ على قدر كافٍ من النوم.
- لابد من تناول أكل صحي، مما يزودكِ بالطاقة بالإضافة إلى يساعدكِ في الحفاظ على صحتكِ النفسية.
- و لتحسين المزاج وتقليل التوتر لديكِ، يمكنكِ ممارسة تمارين خفيفة مثل المشي واليوجا.
3- التخلص من المثالية الزائدة | الدعم النفسي للأمهات الجدد
من أهم طرق الدعم النفسي للأمهات الجدد هو محاولة عدم مقارنة أنفسهن بالأخريات!
وذلك لأن لكل أم طريقتها الخاصة في التعامل مع طفلها، ولدى كل أم التحديات التي تواجهها.
فلا يوجد شئ يسمى (الأم المثالية) المهم هو أن تبذلي كل جهدكِ في تقديم الحب والرعاية لطفلكِ وهذا وحده يكفي.
4- التعبير عن المشاعر بوضوح | الدعم النفسي للأمهات الجدد
كتمان مشاعركِ يزيد من ضغطكِ النفسي وهذا أمر طبيعي، ولذلك لابد من عدم التردد في التحدث والبوح بمشاعركِ بكل وضوح.
سواء كان لزوجكِ، أو أحد عائلتكِ، أو أصدقائكِ المقربين، وكذلك يمكنكِ البوح بمشاعركِ بالكتابة على الورق.
مما يساعدكِ ذلك في رؤية الأمور من منظور مختلف تمامًا، وبشكل أوضح لكي تتمكني من إيجاد حلول لهذه التحديات التي تواجهينها.
5- إيجاد وقت للاسترخاء والأنشطة الممتعة
مما يساعدكِ في الحد من الضغط النفسي الذي تعانين منه أثناء رعاية طفلكِ الأول هو إيجاد وقتًا خاصًا بكِ.
لا تجعلي يومكِ بأكمله يدور حول طفلكِ فقط، بل يمكنكِ تخصيص وقتًا لمشاهدة التلفاز، أو قراءة كتاب، أو حتى الخروج لوقتٍ قصير.
مواضيع ذات صلة



متى يجب استشارة مختص نفسي؟
مثل ما ذكرت لكِ يا صديقتي أن من الطبيعي أن تمر الأمهات الجدد بجميع التقلبات النفسية التي ذكرتها لكِ.
لكن هناك بعض الأمهات يستمر معها هذا الشعور بالحزن والقلق، وكذلك إكتئاب ما بعد الولادة!
فإذا ظهر عليكِ بعض هذه العلامات مثل:
(نوبات بكاء متكرر، فقدان الاهتمام بالطفل، الشعور بالذنب المفرط، أو حتى الأفكار السلبية المستمرة).
في هذه الحالة لابد من استشارة مختص نفسي، وذلك للحصول على الدعم اللازم في الحد من هذه الأعراض.
في الختام، يعد الدعم النفسي للأمهات الجدد أمر مهم للغاية، مما يساعد على تربية الأطفال بشكل سوي، ومن ثم الحفاظ على الصحة النفسية للأمهات، مما ينعكس ذلك على استقرار الأسرة وبناء مجتمع إيجابي خالي من المشاكل الأسرية.