التعامل مع الفطام أثناء العمل، أكبر تحدي يمكن أن تواجهه الأمهات العاملة؛ وذلك لأن الأمر الطبيعي الذي تعيشه الأم العاملة هو أنها دائمًا في صراع بين العمل وبين أطفالها، قلبها يريد البقاء بجانب طفلها، وفي المقابل عقلها الذي يريدها أن تتحمل المسؤولية والواقع الذي يفرض عليها!
ويصبح التحدي أكبر عندما يحين وقت الفطام، وهنا تأتي لحظة من أصعب اللحظات التي يمكن أن تمر بها الأمهات، حيث أنها لحظة مليئة بالقلق، وكذلك الشعور بالذنب، وحتى الحزن الذي تشعرين بها عندما يبكي رضيعك.
كم مرة شعرتِ بأنك مشتتة بين احتياجات طفلكِ وبين متطلبات العمل؟ كم مرة جلستِ في عملكِ وعقلكِ غارق في التفكير إن كان طفلكِ يبكي بحثًا عنكِ؟ أعلم جيدًا أن الفطام أثناء العمل يضعكِ أمام اختبار صعب، حيث تتصارع غريزة الأمومة مع رغبتكِ في النجاح والاستقلالية.
ولذلك سوف أساعدكِ في تخطي هذه المرحلة بأقل قدر من التوتر، بالإضافة إلى أنني سوف أقدم لكِ أفضل النصائح العملية التي تدعمكِ في تحقيق التوازن بين عملكِ وأمومتكِ.
تحديات التعامل مع الفطام أثناء العمل

التعامل مع الفطام بحد ذاته ليس أمرًا سهل، فكيف يكون حينما يكون والمرأة منشغلة بعمل يومي أو مسؤوليات أخرى؟
هنا يصبح التحدي أصعب، حيث أنها تجد نفسها ممزقة بين أمرين، من مسؤوليات مهنية، إلى احتياجات الطفل العاطفية والجسدية.
علاوة على ذلك الفطام ليس فقط توقف عن الرضاعة، بل هو عبارة عن لحظة فارقة في حياة الأم وكذلك الطفل.
مشاعر مختلطة بين القلق، والشعور بالذنب، والخوف، مما يؤثر ذلك على الطفل بشكل سلبي.
حيث أن من أهم أكبر التحديات التي تواجهها الأم ما يلي:
1- إدارة الوقت: حيث أنك كأم تصبحين مشتتة وتسألين؛ كيف يمكن تقليل الرضاعات دون التأثير على وقتي؟
وكذلك أيضًا، كيف أن أساعد طفلي أن يهدأ وأنا لست بجانبه؟ لا تقلقي يا صديقتي أعلم ما يدور في ذهنكِ وسوف أساعدكِ في التخطي.
2- التأثير العاطفي: حيث أنكِ تشعرين ببعدكِ عن طفلكِ، وذلك بالطبع ينعكس سلبًا على مشاعركِ ونفسيتكِ.
مما يجعلكِ تشعرين بالحيرة والتشتت وعدم التركيز بالعمل، بسبب الشعور الذي يتغلغل داخلك من حزن وشعور بالذنب.
3- التغييرات الجسدية: بالإضافة إلى كل هذه المشاعر، تشعرين أيضًا بالتعب الجسدي!
ومن ضمن هذه التغييرات الجسدية (احتقان الثدي، الشعور بعدم الراحة وذلك بسبب تقليل الرضاعة فجأة، وكذلك تغيير الهرمونات).
4- ضغط المجتمع والأسرة: أعلم أنكِ سوف تسمعين تعليقات مثل لماذا تفطميه الآن؟ أو طفلكِ مازال صغيرًا!
مما يجعلكِ ترتبكين أكثر، وتشعرين بالحزن الشديد، ومن ثم التردد والارتباك في اتخاذ القرار.
الوقت المناسب لـ التعامل مع الفطام أثناء العمل
مما لا شك فيه أن اختيار الوقت المناسب للتعامل مع الفطام أثناء العمل أمر شاق للغاية، كما أنه من أصعب القرارات التي تتخذينها!
كما أن هناك العديد من الاسئلة التي ستراودكِ عند اتخاذ قرار الفطام، مثل متى أبدأ في الفطام؟ هل طفلي مستعدًا لهذه الخطوة؟
وغيرها العديد من الاسئلة، يمكن أن تكون الإجابات غير واضحة، ولكن هناك بعض الإشارات التي يمكن أن تساعدكِ.
ولكي تتخذين هذا القرار دون تردد لابد من ملاحظة بعض الإشارات التالية:
1- استعداد الطفل للفطام
لابد من مراقبة طفلكِ جيدًا، هل هو بدأ في تقليل اعتماده على الرضاعة الطبيعية؟ هل بدأ يعتمد أكثر على الأطعمة الصلبة؟
حيث أن هذه إشارة جيدة تساعدكِ في اتخاذ القرار، ومن ثم البدء في الفطام بشكل تدريجي.
وكذلك إذا كان الطفل بدأ يتقبل شرب الحليب من الكوب بشكل طبيعي، فهذه أيضًا إشارة للانتقال إلى مرحلة جديدة.
2- استعدادكِ لهذه المرحلة
مما لا شك فيه أنكِ لابد تكونين جاهزة تمامًا لهذه المرحلة أيضًا، فالأمر لا يعتمد على طفلكِ فقط.
بل يعتمد عليكِ أيضًا، فإذا كنتِ تمرين بفترة ضغط نفسي، وكذلك ضغط شديد بالعمل.
فالأفضل لكِ تأجيل الفطام حتى تتخطي هذه الفترة، وذلك لكي تستطيعين أن تتعاملي مع طفلك بهدوء.
3- اختيار فترة مستقرة للبدء في الفطام
نعم يا صديقتي، لابد من اختيار فترة استقرار لكِ ولطفلكِ، فإذا كان طفلكِ في حضانة، لابد من الاستقرار داخل المنزل في هذه الفترة.
وكذلكِ أنتِ أيضًا، إذا كنتِ تستطعين أخذ إجازة من العمل، لكي تكوني بجانب طفلكِ واحتوائه بهذه الفترة.
استراتيجيات التعامل مع الفطام أثناء العمل

الفطام أثناء العمل مهمة ليست سهلة أبدًا، لكن يمكنك تخطي العقبات عندما يتم الفطام بشكل تدريجي وخطة مدروسة.
فالخطوة الأساسية التي تحل كل شئ هي (التدرج في الفطام) وذلك لأن التغيير المفاجئ سوف يؤثر عليكِ، وعلى طفلك بشكل سلبي.
ولذلك إليكِ بعض استراتيجيات التعامل مع الفطام أثناء العمل:
1- التدرج في الفطام | التعامل مع الفطام أثناء العمل
لابد من البدء في تقليل عدد الرضعات اليومية للطفل بشكل تدريجي، خاصةً أثناء ساعات العمل!
مما يساعد طفلكِ على التعود على النظام الجديد، دون ضغط أو بكاء.
2- تقديم بدائل صحية ومحببة
عند تقليل الرضعات اليومية، لابد من تقديم طعام بديل لهذا مثل (الزبادي، الفواكه المهروسة، والعصائر الطبيعية).
مما يساعد الطفل على الشعور بالشبع، ومن ثم يقل حاجته إلى الرضاعة.
3- اللجوء إلى إجازة إذا أمكن
مثل ما ذكرت لكِ خلال الفقرة السابقة، لابد أن تكون فترة الفطام فترة استقرار داخل المنزل!
مما يساعدكِ في تهدئة طفلكِ واحتوائه، وكذلك مساعدتك في تقديم لطفلكِ الوجبات والعصائر، بجانب تقليل الرضاعة تمامًا.
4- طلب الدعم والمساعدة من الآخرين
إذا كان طفلكِ مرتبطًا ارتباطًا شديدًا بكِ، لابد من طلب المساعدة من الزوج، أو الأهل، لتولي مسؤولية الطفل فترة وجيزة أثناء الفطام.
التعامل مع الفطام أثناء العمل | كيفية التعامل مع مشاعر الطفل؟
الأمر صعبًا للغاية على الطفل، حيث أن الرضاعة الطبيعية ليست وسيلة تغذية فقط له!
بل هي لحظة راحة وأمان وارتباط عاطفي بكِ، ولذلك الفطام يترك بصمة كبيرة في نفسية الطفل، وكذلك يسبب له الحزن والارتباك.
لابد أن يكون لكِ دورًا كبيرًا خلال هذه الفترة:
1- لابد من الحفاظ على لحظات التقارب بينكِ وبين طفلكِ مهما كانت ضغوطات العمل، لابد من تخصيص وقتًا لطفلكِ.
2- قد تواجهين بكاء مستمر وإلحاح من الطفل، هذا أمرًا طبيعيًا، يمكنكِ حمل الطفل، وتهدئته، ولكن لا تعودي للرضاعة.
3- بالإضافة إلى إلهاء الطفل في أمرًا آخر بديلًا للرضاعة، مثل اللعب، القراءة، الخروج، وذلك في حال إذا تأكدتِ أنه ليس جائع.
4- علاوة على ذلك احتضانك لطفلك وتهدئته، ولمساتك الدافئة له، سوف تحد من توتر الطفل.
5- اختاري وقت مناسب له، يعني أن يكون هذا الوقت ليس صعبًا على الطفل مثل (وقت التسنين، الذهاب إلى الحضانة، فترة مرض).
مواضيع ذات صلة



نصائح عملية لـ التعامل مع الفطام أثناء العمل
1- التخطيط المسبق: لابد من البدء في الفطام تدريجيًا، وكذلك تحديد مواعيد الرضاعات التي تتناسب مع وقت وجودكِ في المنزل.
2- توفير بدائل مناسبة: لابد من ترك بدائل مثل (الزبادي، أو الفواكه المهروسة) بالإضافة إلى كوب حليب، وذلك خلال تواجدكِ بالعمل.
3- دعم الطفل نفسيًا: لابد من تعويض طفلكِ بالاحتضان، وكذلك اللعب معه بعد العمل، بالإضافة إلى الثبات في قرار الفطام.
4- الاعتناء بنفسكِ: لكي لا تشعرين بالتعب والتوتر أثناء العمل لابد من ارتداء ملابس مريحة، ومن ثم شرب أعشاب تقلل من إدرار الحليب.
في الختام، التعامل مع الفطام أثناء العمل أمر ليس سهلًا أبدًا، ولكنه أمرًا طبيعيًا، وكذلك فترة طبيعية تساعد في نمو طفلكِ، فلا تشعرين بالذنب، وحاولي تقبل الأمر بالإضافة إلى التحلي بالصبر.