تطور الحركة عند الطفل تبدأ منذ اللحظة الأولى من ولادته حيث يبدأ في تحريك أطرافه، من أول رفرفة الذراعين وحتى اللحظة التي يخطو فيها أول خطوة، حيث تمر حركته بمراحل كثيرة تتطور بشكل تدريجي، ومن ثم تعكس نموه الجسدي والعصبي.
وهنا تبدأ الأمهات في التساؤل: هل يتطور طفلي بشكل طبيعي؟ متى سيبدأ في التقلب والجلوس؟ هل تأخره في الحبو يعني أن لديه مشكلة؟
وفي هذا المقال، سوف نبدأ في رحلة جديدة وسوف نكتشف مرحلة جديدة في حياة الأطفال حديثي الولادة، وهي مراحل تطور الحركة عند الطفل من أول حركة له منذ ولادته حتى أول خطوة، وسوف أوضح لكِ شرح تفصيلي لكل مرحلة، وكذلك العلامات الدالة عليها.
سواء كنتِ أمًا لأول مرة أو كان لديكِ خبرة سابقة، فإن متابعة تطور الحركة لدى طفلكِ، ستمنحكِ الطمأنينة والسعادة مع كل تقدم يحرزه، فهيا بنا يا صديقتي لنبدأ رحلتنا الممتعة سويًا.
تطور الحركة عند الطفل حديث الولادة حتى 3 أشهر
خلال الثلاثة أشهر الأولى في حياة الطفل، تكون حركة الطفل حركة عشوائية وغير متحكم بها بالكامل!
بينما تكون حركة فطرية مولود بها، حيث أنه يبدأ في تحريك ذراعيه وكذلك ساقيه بشكل انعكاسي، وذلك منذ أول لحظة بعد الولادة.
وسوف تلاحظين أن كل رد فعل لدى طفلكِ، هو رد فعل طبيعي جدًا وتلقائي، مثل:
- رد فعل (Moro Reflex) حيث أنه يمد ذراعيه عند الشعور بالمفاجأة.
- وكذلك رد فعل المص (Sucking Reflex) وهذا يجعله يفتح فمه ويبحث عن الرضاعة عند أي شئ يقترب أو يلامس فمه.
ولكن يا صديقتي كل هذا يتطور بالوقت، حيث أن حينما يبدأ الشهر الثاني من عمره كل هذه الحركات التدريجية تبدأ بالتطور!
حيث أن يصبح الطفل قادرًا على تحريك رأسه وذلك عند استلقائه على بطنه، مما يزيد من مهارة تقوية عضلات الرقبة والكتفين.
وفي نهاية هذه المرحلة، سوف يبدأ في رأسه أكثر عند الاستلقاء على بطنه، وهي عبارة عن إشارة على بداية التحكم في عضلاته.
كيفية مساعدة طفلكِ في هذه المرحلة؟
- لابد أن تحرصي على تخصيص وقت يوميًا لنوم الطفل على بطنه، حتى وإن كان لبعض الدقائق القليلة، ويكون هذا الوقت تحت إشرافك.
- وكذلك يمكنكِ استخدام الألعاب ألوانها زاهية، بالإضافة إلى الألعاب ذات الأصوات الجذابة، لتحفيز الطفل على الانتباه وتحريك الرأس.
- يمكنكِ أيضًا حمل الطفل في وضعيات مختلفة، مما يزيد من دعم عضلات الرقبة وكذلك تطوير إحساسه بالتوازن.
تطور الحركة عند الطفل من 4 إلى 6 أشهر
تعد تطور الحركة عند الطفل خلال هذه الأشهر مرحلة التقلب، حيث أن الطفل في هذه المرحلة يكتسب قوة عضلية أكبر.
وذلك يسمح له بتطور ملحوظ للغاية وهو التقلب والإنقلاب من جانب إلى الآخر ثم البطن أو الظهر.
ومن الجدير بالذكر أنها بداية الحركة الإرادية لدى الطفل، حيث يبدأ في إدراك قدرته على التحكم بجسده.
ومن ثم يتم استكشاف بيئته بطريقة جديدة للغاية، وكذلك في بداية الأمر يتقلب من البطن إلى الظهر وتكون عضلة الظهر أقوى.
وبمرور الوقت يصبح قادرًا في التقلب من الظهر إلى البطن، وبذلك يبدأ في تحكم أكبر في عضلاته.
ومن العلامات التي تدل على أن طفلك أصبح مستعدًا للتقلب:
- في حال الاستلقاء على بطنه، ومن ثم تلاحظين أنه يقوم برفع رأسه وصدره باستخدام ذراعيه.
- تلاحظين أن تحكمه في ساقيه أصبح أكبر، حيث أنه يحرك ساقيه، مما يساعده على الدفع والتقلب.
- يظهر اهتمامًا أكبر بكل الأشياء حوله، ويحاول الوصول إليها بتحريك جسمه في اتجاهها.
كيفية مساعدة طفلكِ في هذه المرحلة؟
- يمكنكِ تشجيعه من خلال وضع لعبة ألوانها جذابة على جانبه، لكي يتم تحفيزه على التقلب والوصول إليها.
- وكذلك يمكنكِ استخدام حركات بسيطة مثل ثني ساقيه برفق أثناء الاستلقاء، مما يساعده على التقلب بسهولة.
- الحرص على أن يمضي وقتًا أطول على الأرض، مما يساعده في التطور الحركي بشكل كبير.
تطور الحركة عند الطفل من 6 إلى 8 أشهر
عندما يصل الطفل إلى 6 أشهر وحتى 8 أشهر، يبدأ تطور قدرته على الجلوس بمفرده دون الحاجة إلى دعم.
وهنا تأتي مرحلة الاستقلال الحركي، وقد يحتاج في بداية الأمر الجلوس لفترات قصيرة بواسطة الاستناد على يده لكي يحقق التوازن.
لا داعي للقلق يا صديقتي سوف يحتاج طفلكِ إلى بعض الوقت لكي يتمكن من الجلوس بمفرده بثبات دون الحاجة إلى مساعدة.
ومن العلامات التي تدل على أن طفلكِ مستعد للجلوس:
- ستلاحظين أنه يستطيع أن يرفع رأسه ومن ثم يمكن التحكم بجسده بثبات عند الاستلقاء على بطنه.
- عندما يكون مستلقيًا على ظهره، يحاول أن يرفع رأسه وكذلك كتفه يريد أن يجلس.
- يتمكن من دفع نفسه للأعلى وذلك عند الاستلقاء على بطنه وذلك باستخدام ذراعيه.
- يصبح الطفل يتحكم أكثر بالنصف العلوي من الجسم.
كيفية مساعدة طفلكِ في هذه المرحلة؟
- يمكنكِ استخدام بعض الوسائد لدعم طفلكِ على الجلوس دون أن يسقط.
- يمكنكِ أيضًا الجلوس بجانبه والتمسك بيده ومساعدته في الجلوس.
- قومي بتقديم الألعاب الجذابة والتي تصدر أصواتًا، مما يساعده على الانتباه إليها أكثر أثناء الجلوس، وهذا بالطبع يساعده في الثبات أكبر وقت ممكن.
- لابد من التأكد أنه يقضي وقت كافي على بطنه وذلك لتقوية عضلات الظهر والبطن والتي تساعده على الجلوس.
تطور الحركة عند الطفل خلال 8 إلى 12 شهرًا
في هذه المرحلة يبدأ الطفل في اكتشاف قدراته على التحرك بنفسه، وذلك من خلال الحبو أو الزحف، حيث أنها بداية خطوة المشي لاحقًا.
وهنا أصبحت عضلات الذراعين وكذلك عضلات الساقين قوية بما يكفي، مما يساعد الطفل في إكتساب توازن أفضل.
وهذا يجعله قادرًا على التنقل بحرية أكثر، لكي يكتشف البيئة المحيطة به.
ومن العلامات التي تدل على أن طفلكِ مستعد للحبو:
- تمكن الطفل من رفع جسده بالكامل على يديه وركبتيه، وذلك أثناء الاستلقاء على بطنه.
- يبدأ الطفل في التأرجح ذهابًا وإيابًا، وكأنه يختبر قوة توازنه.
- محاولة الطفل دفع نفسه نحو الأشياء التي يريدها وذلك باستخدام يديه وقدميه أيضًا.
كيفية مساعدة طفلكِ في هذه المرحلة؟
- لابد من توفير له مساحة آمنة ليتمكن من التحرك بحرية أكثر.
- يمكنكِ الجلوس أمامه، ومن ثم دعوته للمجئ إليكِ.
- تجنب المشايات أو الكراسي المخصصة للجلوس، لكي لا تعيق تطور الحبو.
مواضيع ذات صلة
تطور الحركة عند الطفل خلال 13 إلى 18 شهرًا
في هذه الفترة يتطور حركة الطفل من الحبو إلى الوقوف ومن ثم المشي، وهذا يأتي بالتدرج شيئًا فـ شئ.
حيث يبدأ من الوقوف بمساعدة إلى المشي بثبات، حيث أنه في البداية يستخدم الأثاث أو يديكِ للدعم.
ومن ثم يتحرك بشكل جانبي، وذلك قبل أن يأخذ الخطوة الأولى بكل ثبات.
كيفية مساعدة طفلكِ في هذه المرحلة؟
- توفير بيئة آمنة وذلك لدعمه أثناء الوقوف والمشي.
- لابد من تركه يتحرك بكل حرية لتحفيز حركته.
- يمكنكِ استخدام حذاء خارج المنزل، ولكن دعيه بدون حذاء في المنزل.
في الختام، تطور الحركة عند الطفل بدايةً من لحظة الولادة وحتى أول خطوة، كل مرحلة لها التطورات الخاصة بها، وواجب عليكِ كأم هو التحفيز والتشجيع، وكذلك الصبر وتوفير البيئة الآمنة، وتذكري أن لكل طفل ظروفه الخاصة بيه، وأيضًا كل طفل لا يشبه الآخر، حاولي أن تستمتعي بكل خطوات الرحلة مع طفلكِ.