التعامل مع أول طفل لن يكون مهمة صعبة، حيث أنكِ عندما تحملينه بين يديكِ للمرة الأولى، سوف تشعرين أنكِ تدخلين عالم جديد وكأنك تبدأين في البدء بمغامرة ليس لها دليل يرشدك.
مما لا شك فيه سوف تشعرين أﻧكِ أمام لغز معقد بدون أي تعليمات، وفجأة يصبح كل شئ مجهول بالنسبة لكِ، لماذا يبكي طفلك؟ هل هو جائع أم يريد فقط حضنًا؟ هل أنا أم جيدة أم أنني أرتكب أخطاءً كارثية دون أن أدري؟
أنا هنا لكي أساعدكِ تطمئني، كل الأمهات مررن بهذه التجربة، لا أحد يولد خبيرًا بدون تجارب، حتى الأمهات اللواتي تريناهن يعرفن كل شئ، كن في يومٍ يقفن أمام أطفالهن ويتساءلن “ماذا أفعل الآن؟”.
في هذا المقال، لن أذكر لكِ كل النصائح التي قد تكونين مللتِ من سماعها آلاف المرات، بل سوف أكشف لكِ أسرارًا مجربة سوف تساعدكِ في التعامل مع طفلكِ الأول بدون توتر، بعيدًا عن كل الضغوط والمثالية الزائفة.
هل أنتِ مستعدة يا صديقتي لنبدأ في حل هذا اللغز معًا؟
أسرار التعامل مع أول طفل | لا تصدقي كل النصائح

السر الأول من أسرار التعامل مع طفلكِ الأول هو “لا تصدقي كل ما يقال لكِ من نصائح”.
بمجرد ما تعلني أنكِ أصبحتِ أمًا للطفل الأول، سوف تنهال عليكِ النصائح من كل اتجاه!
من الجارات والعمات وحتى خالة زوج صديقتك التي لم تريها من قبل!
سوف تسمعين عبارات كثيرة مثل:
“لا تحملي طفلك كثيرًا، سوف يعتاد ذلك، ولن يهدأ حتى تحمليه فيما بعد”.
وكذلك أيضًا “دعيه يبكي، هذا البكاء يقوي رئتيه، ويساعد على توسع معدة الطفل”.
وبينما أنتِ تحاولين استيعاب هذه المعلومات، وما هي علاقة البكاء بالمعدة، سوف تكتشفين معلومات أخرى تناقضها!
بالتالي سوف تشعرين في البداية أنكِ تحتاجين إلى كتالوج، لكي تستطيعي التعامل مع طفلكِ الأول.
ولكن الحقيقة يا عزيزتي أن كل هذه النصائح لن تفيدكِ إطلاقًا، بل ستجدينها مرهقة للغاية!
ولذلك احضرتُ لكِ الطرق الذكية التي سوف تساعدكِ في التعامل مع هذه النصائح بمنتهى الذكاء:
- اسألي نفسكِ أولًا وقبل أي شئ: هل هذه النصيحة منطقية وتتوافق مع حدسكِ كأم؟
- ابحثي عن مصادر موثوقة: يمكنكِ استشارة طبيب الأطفال، وكذلك البحث في مصادر خاصة برعاية الأطفال.
- ثقي في إحساسكِ: بالطبع لا أحد يعرف طفلكِ أكثر منكِ، ولذلك استمعي لصوتكِ الداخلي.
ونصيحتي الذهبية لكِ:
استمعي لمن حولكِ، ولكن لا تجبري نفسك إطلاقًا على إتباع ما يقال لكِ!
طفلكِ هو دليلكِ الوحيد، والتجربة هي أساس الخبرة، كما أن طفلكِ هو من سيخبركِ بطريقته الخاصة بما يحتاجه بالفعل.
أسرار التعامل مع أول طفل | الفوضى هي القاعدة الجديدة

هذا هو السر الثاني من أسرار التعامل مع طفلكِ الأول!
قبل ولادة طفلكِ الأول، ربما كنتِ تنظمين وقتك بشكل كبير، كما أنكِ كان يمكنكِ الالتزام بروتين محدد.
بالإضافة إلى أنكِ كان يمكنكِ الحفاظ على منزلكِ نظيف ومرتب مثل صور الإنستجرام.
لكن بعد ولادة طفلكِ الأول؛ سوف تشعرين أنكِ في فوضى وعشوائية، ولابد من تقبل هذا الأمر!
سوف تتحول حياتكِ رأسًا على عقب، مواعيد تتداخل، ملابس متسخة تتراكم.
بالإضافة إلى سرعان ما يمر الوقت بين بكاء الطفل، وكذلك نوبات النعاس الغير متوقعة!
ولكن يا صديقتي لا تنزعجي هذا هو الأمر الطبيعي بعد أول طفل، وهذا لا يكون علامة للفشل.
بل هذه هي تجربة الأمومة بكل تفاصيلها، ولذلك إليكِ بعض الحلول التي تساعدكِ في تقبل الفوضى ومن ثم التعامل معها:
- حددي أولوياتك: لا شئ يدعو للقلق، الأهم التركيز على صحة طفلكِ وراحتكِ أولًا.
- تعلمي فن التأجيل: هناك بعض المهام التي يمكنها الانتظار، فلا بأس أن لم يتم تنظيم المنزل فورًا.
- استمتعي بالفوضى: سوف تشتاقين لهذه التفاصيل يومًا، ولذلك لا تدعي هوس الكمال يسرق منكِ لحظات الأمومة.
نصيحتي الآن لكِ يا عزيزتي:
لا تحاولي مقاومة الفوضى في بداية الأمر، بل تقبليها واجعليها جزءًا من هذه الرحلة.
“فوضى اليوم هي ذكريات الغد”
أسرار التعامل مع أول طفل | لا تخافي من الدلع
السر الثالث من أسرار التعامل مع أول طفل هو “عدم الخوف من تدليل طفلكِ والاهتمام الزائد به”.
هل سمعتي يومًا جملة “لا تحمليه كثيرًا سوف يعتاد ذلك”؟
أو سمعتي جملة “اتركيه يبكي هذا يفيده أكثر”؟
الحقيقة أن الطفل حديث الولادة لا يعرف سوى الحب والاحتياج إلى الأمان، حيث أن هذه لغته الوحيدة.
بالإضافة إلى أنه يرى العالم من خلال دفء أحضانك أنتِ ووالده، وكذلك أصواتكم المألوفة له.
ولذلك إليكِ بعض الحقائق التي سوف تساعدكِ على تجاهل كل الكلام الذي يقال لكِ:
- الأطفال لا يتعلمون أي شئ في الشهور الأولى، بل يحتاجون إلى الأمان والاهتمام فقط.
- حملكِ لطفلكِ وتهدئته في الحال يساعد على بناء الترابط العاطفي بينكما، وكذلك يجعله أكثر هدوءًا.
- بالإضافة إلى أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الاستجابة السريعة لبكاء طفلكِ، تجعله أكثر استقرارًا نفسيًا فيما بعد.
وهذه نصيحتي في تلك الحالة:
دلعي طفلكِ كما تريدين يا عزيزتي، احتضنيه، قبليه، وكذلك اجعليه يشعر أنكِ الأمان بالنسبة له.
لأن الحقيقة التي لا أحد ذكرها لكِ:
لا يوجد شئ اسمه “دلال زائد” في عالم الأطفال حديثي الولادة.



اجعلي شريكك جزءًا من الرحلة
السر الرابع من أسرار التعامل مع أول طفل هو “جعل الشريك جزءًا من رحلة التربية”.
حيث أن من أكثر الأخطاء الشائعة هي تحمل الأم المسؤولية كاملة بمفردها، بينما يظل الأب في الخلفية يشاهد فقط.
وهذا خطأ فادح، وذلك لأن تربية الطفل ليست وظيفة شخص واحد، بل تعد شراكة حقيقية.
كما لابد من مشاركة شريككِ لكِ منذ البداية، مما يساعدكِ في الشعور بالراحة وكذلك الحد من توتركِ.
ولكن يبقى السؤال: كيف تجعلينه يشارك دون شعوره بالإجبار؟
- البدء مبكرًا: وهذا يعني أنكِ تجعليه جزءًا من هذه الرحلة منذ اللحظات الأولى.
- امنحيه مساحته الخاصة مع الطفل: مما يعني ذلك أنكِ تدعيه يتعامل بطريقته الخاصة مع طفله، ولا تعقبي على أي تصرف من تصرفاته مع الطفل.
- اشراكه في اللحظات الممتعة: من خلال التحدث مع الطفل مثلًا، وكذلك اللعب معه، أو النوم بجانبه، مما يزيد من تعلقه بالطفل.
الخلاصة هنا:
الأب الذي يشارك في رعاية طفله لا يمكنه مساعدتكِ فقط، بل يستطيع أن يكون نموذجًا رائعًا للأبوة.
بالإضافة إلى ذلك طفلكما يحتاج إليكما معًا، وكذلك أنتِ تستحقين كل الدعم يا عزيزتي.
في الختام، خلاصة أسرار نصائح تربية أول طفل؛ استمتعي بالرحلة بدلًا من السعي خلف المثالية، مما يساعدكِ في تربية طفلكِ بدون قلق أو توتر، بالإضافة إلى عدم الاستماع إلى النصائح التي لا يوجد لها أي أساس من الصحة.
وأيضًا لا تقارني نفسكِ بأي شخصًا آخر، حيث أن لكل شخص ظروفه الخاصة به وكذلك قدراته والقوة على التحمل، وتذكري أن طفلكِ لا يحتاج إلى أم مثالية؛ بل يحتاج إلى أم هادئة، مطمئنة، وكذلك سعيدة لتستطيع تقديم الحب والأمان والدعم.