تغذية الرضيع هو أول ما تفكر وتبحث عنه الأم، حيث أنكِ حين تضمين رضيعك بين يديكِ وقتها قلبك يبدأ في نسج أحلام مستقبلية، ترغبين في أن يكون قويًا، صحيًا، ومليئًا بالحيوية والسعادة.
وهنا يا عزيزتي تبدأ رحلتك كأم، حيث تقومين بالبحث عن كل ما هو أفضل لطفلك، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بتغذيته.
وفي هذا الوقت تغذية رضيعك تعد مصدر الحب والآمان التي تربط بينك وبين رضيعك، بل هي لغة الحب والإهتمام التي تتحدثين بها لطفلك يوميًا، ولن تكون أبدًا مجرد وجبات تقدمينها له.
وذلك لأن في هذه السنوات الأولى يتم فيها بناء جسد طفلك، وكذلك يتشكل عقله، بالأضافة إلى نمو مناعته؛ وكل هذا بالطبع مرتبط بالتغذية السليمة التي تقدميها له.
وهنا لابد أن تتعلمي يا صديقتي كيف يمكنكِ أم تمنحي صغيرك البداية القوية التي يحتاجها؟
وفي هذا المقال، سوف نصحبكِ في رحلة ممتعة بين مراحل تغذية الرضيع، من الحليب الدافئ الذي يحمل بين طياته حنانك وحبك له، إلى أول ملعقة طعام صلب يتذوقها رضيعك.
استعدي الآن لاكتشاف عالم جديد من النصائح العملية، وأهم العناصر الغذائية والحلول لأكثر المشكلات شيوعًا، لتصبحي خبيرة في حياة طفلك الغذائية.
تغذية الرضيع منذ الولادة وحتى عمر عامين
مثل ما ذكرت لكِ يا صديقتي أن رحلة تغذية الرضيع هي حجر الأساس، وذلك لكي ينمو بشكل سليم ويتطوير صحيًا وجسديًا يومًا بعد يوم.
ومنذ لحظة ولادته وحتى يحتفل بعامه الثاني تتغير احتياجاته الغذائية التي لابد أن تدركِ مراحلها، حيث أنها تتغير تمامًا كما تتغير ابتسامته واكتشافاته.
دعينا نبدأ من بداية الأمر حيث كل شئ يبدأ بالحب والحليب!
1- التغذية منذ الولادة وحتى 6 أشهر
هنا البداية مع الرضاعة، حيث أن خلال الأشهر الأولى في حياة الرضيع يعد حليب الأم هو المصدر الأساسي للتغذية.
حتى إذا لجأتِ إلى الرضاعة الصناعية عليكِ أن تختاري نوع الحليب بعناية فائقة، وذلك لكي يعوض العناصر الغذائية التي يكتسبها من الرضاعة الطبيعية.
عليكِ أن تعلمي جيدًا أن الحليب في هذا العمر هو الذي يوفر له جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها لينمو بصحة وقوة.
التغذية منذ الولادة يُفضل أن تعتمد على الرضاعة الطبيعية، لأنها ليست مجرد غذاء؛ بل إنها رابط قوي بينك وبين رضيعك.
كما أن حليب الأم يحتوي على مزيج فريد من العناصر الغذائية وكذلك المضادات الحيوية الطبيعية التي تعمل على تقوية مناعته وحمايته من الأمراض.
ولذلك عليكِ أن تعلمي جيدًا أن اختياراتك المدروسة تلعب دورًا مهمًا في تلبية احتياجات طفلك الغذائية.
2- التغذية من 6 أشهر إلى عام
التجربة الأولى والمغامرة مع الطعام الصلب، عندما يبلغ طفلك شهره السادس، يصبح مستعدًا لاكتشاف عالم جديد من النكهات والقوام.
وذلك لا يعني إطلاقًا أنكِ عندما تبدأين بإدخال الأطعمة الصلبة تقومي بالتوقف عن الحليب، بل يصبحون مكملين لبعضهم البعض.
بالبداية عند تغذية طفلك بالأطعمة الصلبة تقومين بالبدء في الأطعمة سهلة الهضم مثل:
الأرز المطحون الممزوج بالحليب الصناعي، ثم أضيفي تدريجيًا الخضروات والفواكه المهروسة.
لابد أن تتحلي بالصبر في البداية، وتذكري دائمًا أن هذا الوقت لن يتكرر ولن يعوض فقومي بالاستمتاع بالتجربة مع طفلك.
3- تغذية الرضيع من عام إلى عامين
حان وقت التنوع في الأغذية، حيث أن في هذا العمر يبدأ طفلك بتناول معظم الأطعمة التي يتناولها باقي أفراد الأسرة، لكن بطرق تناسبه.
كما أنه يحتاج إلى وجبات غنية بالبروتينات، والكربوهيدرات، والفيتامينات، وكذلك المعادن وذلك لتلبية احتياجاته المتزايدة من الطاقة والنمو.
ولذلك لابد أنكِ تحرصي على تقديم الأطعمة المتنوعة والمتوازنة، ولا تخشى من تجربة وصفات جديدة؛ فهو الآن يستكشف كل شئ جديد، بما في ذلك الطعام!
وعليكِ أن تتذكري دائمًا يا صديقتي العزيزة، أن تغذية رضيعك ليست مجرد وجبات تقدم، بل هي خطوات صغيرة تبنين بها جسده وعقله ومستقبله، فكل ملعقة طعام تقدمينها بحب هي بمثابة رسالة للعناية والرعاية.
مواضيع ذات صلة
أهم العناصر الغذائية للرضيع
مثل ما ذكرت لكِ يا صديقتي أن تغذية طفلك تشكل أول لبنة في بناء عقل وجسد طفلك!
حيث أنها ليست مجرد تزويد بالطعام فقط، بل هي رحلة تبدأ من الحليب الدافئ إلى أول قضمة من الطعام الصلب.
ولذلك سوف نكتشف معًا أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل للنمو بصحة وقوة.
1- البروتين | حجر الأساس في تغذية الرضيع
يعد رفيق الرحلة الذي يدعم نمو عضلات وأنسجة الجسم لدى رضيعك، سواء كان مصدره الحليب الطبيعي أو بعض الأطعمة المهروسة مثل: العدس، الدجاج، والبيض.
علاوة على أن البروتين ضروري للغاية ليمنح الطفل الطاقة وكذلك يقوي بنيانه، ولذلك لابد أن تحرصي على إدراجه في وجباته اليومية.
2- الفيتامينات والمعادن لتغذية الرضيع
الفيتامينات والمعادن هم أبطال الحكاية في تغذية الطفل، حيث أنها عناصر تقود طفلك نحو صحة أفضل، حيث أنه يحتاج إلى:
- الحديد: وذلك لتكوين كرات الدم الحمراء ومنع الأنيميا، ويوجد في (اللحوم المهروسة، بالسبانخ).
- الكالسيوم وفيتامين D: لتعزيز نمو العظام والأسنان، ويوجد في (الحليب، والزبادي).
- فيتامين A و C: لدعم النظر والجهاز المناعي لدى الطفل ويوجد في (الفواكه مثل المانجو والبرتقال).
3- الكربوهيدرات والدهون الصحية
الطفل في هذا العمر يكون ملئ بالطاقة والحيوية، ولذلك يحتاج جسمه إلى عناصر تمده بهذه الطاقة لكي يستطيع اكتشاف العالم من حوله.
وهذا ما تفعله الكربوهيدرات والدهون الصحية!
حيث أن الكربوهيدرات متوفر في (البطاطا الحلوة، والرز) وتمنح الطفل بالنشاط.
بينما الدهون الصحية متوفرة في (زيت الزيتون، والأفوكادو) وتدعم نمو دماغ الطفل وتطور جهازه العصبي.
4- السوائل لتغذية الرضيع
عندما نتكلم عن السوائل في رحلة تغذية الطفل يتلخص الموضوع في (الماء) حيث أن الماء هو الذي يعطي لطفلك النشاط والحيوية!
فعليكِ أن تحرصي يا عزيزتي أن تدخلي كمية صغيرة من الماء عند إدخال الطعام الصلب، وذلك بجانب الرضاعة، وأيضًا لابد أن تحرصي على ذلك خاصةً في أيام الصيف الحارة.
مشكلات تغذية الرضيع وحلولها
1- رفض الطعام | تغذية الرضيع
عند تغذية الطفل قد يرفض الأطعمة الجديدة بسبب غرابتها عليه!
الحل: يمكنكِ تقديمها بشكل مختلف، وبطريقة جذابة مثل (استخدام الأطباق الملونة والمبهجة).
2- الحساسية الغذائية
معظم الأطفال يعانون من الحساسية في هذا العمر، ولذلك عليكِ أن تحرصي على إدخال الأطعمة بالتدريج، والانتظار لمدة ثلاثة أيام لمراقبة رد فعل طفلك مثل (الطفح جلدي، القئ).
3- الإمساك
عند إدخال الأطعمة الصلبة من الممكن أن تواجهي مشكلة الإمساك وهي من المشاكل الشائعة!
الحل: قومي بتقديم الأطعمة الغنية بالألياف مثل (البطاطا الحلوة، الخوخ المهروس) ومن ثم تأكدي من حصول طفلك على كمية كافية من السوائل.
4- قلة الشهية
إذا بدا طفلك غير مهتم بالطعام، حافظي على تقديم وجبات صغيرة ومنتظمة، وشاركيه تناول الطعام لتشجيعه.
في الختام: عزيزتي الأم اجعلي تغذية الرضيع رحلة حب وصبر، قدمي وجبات متوازنة، وراقبي احتياجاته بوعي، ولا تترددي في استشارة الطبيب عن الحاجة.
وكذلك استمتعي بكل لحظة وأنتِ تبنين مستقبلًا صحيًا لطفلك بابتسامتك وحنانك وعطفك عليه.