أهم النصائح العملية لنوم الرضيع بشكل صحي

January 24, 2025

النوم الصحي هو أحد أهم الجوانب التي تؤثر على صحة ونمو الرضيع، حيث يمكن أن يؤدي عدم اتخاذ الاحتياطات المناسبة إلى مخاطر عديدة، منها الاختناق أو متلازمة موت الرضيع المفاجئ، قد يواجه الوالدان تحديات كبيرة تتعلق بتنظيم نوم الرضيع، خاصة أن نومه في هذه المرحلة يكون متقطعًا وغير منتظم؛ ولذلك إليك أهم النصائح العملية لنوم الرضيع بشكل صحي.

فهم طبيعة نوم الرضيع

نوم الرضيع بشكل صحي
نوم الرضيع بشكل صحي

الأطفال حديثو الولادة يقضون معظم وقتهم في النوم، حوالي 12 إلى 16 ساعة يوميًا، ولكن على فترات قصيرة تمتد لساعتين أو ثلاث ساعات فقط، ولابد من التحلي بالصبر، حيث يتطلب الأمر بضعة أشهر ليبدأ طفلك في تطوير نمط نوم منتظم.

يقضي الرضيع نصف وقته في مرحلة حركة العين السريعة، والتي تساهم في تطور المخ والذاكرة، ومع نموه، يبدأ نمط نومه بالانتظام تدريجيًا، حيث يصبح قادرًا على النوم لفترات أطول في الليل والقيلولة نهارًا.

تحديد جدول منتظم لنوم الرضيع بشكل صحي

إن وضع جدول منتظم للنوم يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية للرضيع، وبالتالي تعويده على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة، حيث أن الرضع بطبيعتهم يستجيبون بشكل جيد للروتين.

ولذلك لابد من تحديد وقت معين للنوم يوميًا، والالتزام بروتين مسائي يشمل أنشطة مهدئة مثل الاستحمام، التدليك، أو قراءة قصة قصيرة، بالإضافة إلى خلق بيئة تساعد الطفل على إدراك أن الوقت قد حان للنوم، مما يخفف من التوتر ويجعله يشعر بالاستعداد للنوم.

كما يجب تجنب استخدام الزجاجات أو الرضاعة كوسيلة لنوم الطفل، حيث أن هذا قد يؤدي إلى اعتياد الطفل على النوم فقط أثناء الرضاعة.

تهيئة بيئة مناسبة للنوم

توفير بيئة نوم آمنة هو الأساس لحماية الطفل من المخاطر مثل متلازمة موت الرضيع المفاجئ، ولإنشاء بيئة نوم مثالية يمكن استخدام سرير صلب بمواصفات آمنة، ولا يجب وضع في السرير بطانيات، أو وسائد، أو ألعاب ناعمة قد تسبب الاختناق.

الإضاءة تؤثر بشكل كبير على نوم الطفل، حيث يجب أن تكون الغرفة مظلمة أثناء الليل؛ لأن الظلام يحفز إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، وفي النهار، يجب تعريض الطفل للضوء الطبيعي ليعتاد على التفريق بين الليل والنهار.

درجة حرارة الغرفة من العوامل الحاسمة لنوم مريح وآمن، كما أن زيادة حرارة الطفل أثناء النوم قد تزيد من خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ.

لابد من الحفاظ على درجة حرارة الغرفة بين 20-22 درجة مئوية؛ حتى لا يشعر الطفل بالحر أو البرد، بالإضافة إلى تجنب ارتداء طفلك طبقات زائدة من الملابس، ومراقبة العلامات التي تدل على شعور الطفل بالحرارة، مثل التعرق.

إذا كنتِ قلقة بشأن شعور الطفل بالبرد، يمكن استخدام ملابس نوم تغطي جسمه بالكامل بدلاً من البطانيات، اختاري ملابس نوم مصنوعة من خامات مريحة ومناسبة للطقس، وإذا كنتِ تستخدمين تقنية لف الطفل، تأكدي من أن اللفة ليست ضيقة جدًا ولا تعيق تنفسه أو حركته.

والجدير بالذكر أن استخدام الضوضاء البيضاء مثل: صوت المروحة أو تطبيقات الضوضاء البيضاء يمكن أن يكون مهدئاً للرضيع، حيث أنها تحجب الأصوات المفاجئة وتوفر صوتاً مستمرًا يساعد الطفل على النوم.

ولابد من تجنب وجود بطانيات أو وسائد أو دُمًى في السرير، حيث أن وجود أشياء ناعمة أو فضفاضة في سرير الرضيع قد يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء أو تغطية وجهه، مما يعرضه للاختناق.

اعتماد وضعية النوم الآمنة

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بوضع الرضيع للنوم على ظهره، حيث تقلل هذه الوضعية من خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ.

كما أن النوم على البطن يزيد من احتمالية الاختناق أو ارتفاع درجة الحرارة، إذا كان الطفل يفضل النوم على بطنه، يمكن محاولة تهدئته بوضعية الظهر مع استخدام تقنيات أخرى.

ضعي طفلك على ظهره عند كل نوم ليلي أو قيلولة، وإذا كان الطفل قادرًا على التدحرج من تلقاء نفسه، فلا داعي للقلق عند تغييره لوضعيته أثناء النوم، ولكن ابدئي دائمًا بوضعه على ظهره.

كما يجب مراقبة علامات التعب مثل فرك العينين أو التثاؤب، ووضع الطفل في سريره بمجرد ملاحظة هذه العلامات؛ وذلك لمساعدته على النوم بسهولة.

إذا كانت هناك صعوبة مستمرة في نوم الطفل أو استيقاظه بشكل مفرط، فمن الأفضل التحدث مع طبيب الأطفال لاستبعاد أي مشاكل صحية.

اختيار المكان المناسب لنوم الرضيع بشكل صحي

يوصى بوضع الرضيع في سرير خاص بجانب سرير الوالدين خلال الأشهر الستة الأولى؛ وذلك لسهولة العناية بالرضيع، مع ضمان سلامته، وتجنبي النوم مع طفلك في نفس السرير، خاصة إذا كان أصغر من 4 أشهر.

كما يجب أن يكون سرير الطفل مصممًا وفقًا لمعايير السلامة، لضمان نوم آمن وصحي، ومنها أن يكون السرير ذا سطح مستوٍ وصلب، بحيث لا يسمح بحركة الطفل بسهولة أثناء النوم، وأن تكون جوانب السرير متينة وبعيدة عن بعضها بما يمنع تسرب رأس الطفل بين القضبان، ولابد من تجنب استخدام مراتب ناعمة أو أسرة مائية.

التفريق بين الليل والنهار لنوم الرضيع بشكل صحي

نوم الرضيع بشكل صحي
نوم الرضيع بشكل صحي

احرصي على أن تكون الأوقات التي يكون فيها الطفل مستيقظًا مليئة بالضوء الطبيعي والنشاط خلال النهار، أما في الليل، قللي الإضاءة والأنشطة المحفزة، مع التحدث بصوت منخفض؛ لمساعدة الطفل على فهم أن الليل مخصص للنوم.

ولابد من تنظيم القيلولات، حيث أن النوم أثناء النهار ضروري لنمو الطفل، لكنه إذا كان مفرطًا قد يؤثر على نوم الليل، حاولي تقليل مدة القيلولة النهارية، خاصة في الساعات القريبة من موعد النوم الليلي.

إشباع احتياجات الطفل قبل النوم

الجوع هو أحد الأسباب الشائعة لاستيقاظ الطفل ليلًا؛ ولذلك لابد من التأكد من أن الطفل تناول وجبته الأخيرة قبل النوم لتقليل احتمالية استيقاظه بسبب الجوع، وقبل وضع الطفل للنوم، احرصي على تغيير الحفاض لتجنب أي انزعاج قد يسببه البلل أثناء الليل.

تعليم الطفل تهدئة نفسه

تعليم الطفل التهدئة الذاتية يساعده على النوم لفترات أطول دون الحاجة إلى تدخل مستمر من الوالدين؛ ولذلك عندما يستيقظ الطفل أثناء الليل، امنحيه بضع دقائق ليرى ما إذا كان سيعود للنوم بنفسه، وإذا احتاج إلى مساعدة، حاولي تهدئته بلطف دون إخراجه من السرير، مثل التربيت على ظهره أو تشغيل ضوضاء بيضاء.

الحفاظ على هدوء الأعصاب كأم

رعاية الطفل قد تكون مرهقة في الأشهر الأولى، لكن الحصول على قسط كافٍ من النوم للأم أيضًا أمر ضروري؛ ولذلك حاولي النوم عندما ينام طفلك، واطلبي المساعدة من أفراد الأسرة في بعض المسؤوليات المنزلية، مع تخصيص بعض الوقت لنفسك للاسترخاء، حتى لو كان لبضع دقائق يوميًا.

تجنب النوم المشترك في ظروف خطيرة

النوم مع الرضيع في نفس السرير يصبح أكثر خطورة في بعض الحالات التي تزيد من احتمالية الاختناق أو الاختناق الحراري؛ ولذلك لابد من تجنب النوم المشترك في حالة كان الطفل وُلد قبل الأوان أو كان وزنه منخفضًا عند الولادة، أو إذا كان أحد الوالدين مدخنًا أو قد تناول أدوية مهدئة.

تشجيع الرضاعة الطبيعية لنوم الرضيع بشكل صحي

الرضاعة الطبيعية لا توفر التغذية فحسب، بل تلعب دورًا في تنظيم نوم الرضيع، بالإضافة إلى تقليل خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ، حيث تساعد في تعزيز الجهاز المناعي للطفل وتنظيم تنفسه أثناء النوم.

ولذلك احرصي على الرضاعة الطبيعية المطلقة خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل، وإذا كنت تستخدمين اللهاية، فكري في تقديمها بعد الأسابيع الأولى لضمان استقرار الرضاعة الطبيعية، وفي حال كنتِ تواجهين تحديات في الرضاعة، لا تترددي في طلب المساعدة من استشاري رضاعة.

إزالة المخاطر البيئية

لابد من إزالة جميع العناصر التي قد تعرض الرضيع للخطر أثناء نومه، لا تقومي بتعليق أي أشياء على جوانب سرير الطفل، ولا تستخدمي الفراش الناعم أو الوسادات داخل سريره، وفي حال كنتِ تشعرين بالقلق من شعور الطفل بالبرد، استخدمي ملابس نوم مناسبة بدلًا من إضافة بطانيات.

الالتزام بمواعيد التطعيم والمتابعة الصحية

التحصينات الدورية تساهم في حماية الطفل من الأمراض التي قد تؤثر على نومه وصحته العامة؛ ولذلك احرصي على متابعة جدول التطعيم الخاص بطفلك، مع زيارة طبيب الأطفال بانتظام للاطمئنان على نمو طفلك وصحته.

وفي الختام، نوم الرضيع بشكل صحي هو حجر الزاوية في نموه الجسدي والعقلي، من خلال تطبيق النصائح المذكورة، يمكن توفير بيئة مناسبة لنوم مريح وآمن للطفل وضمان حصوله على أفضل بداية ممكنة في حياته.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Like 0
Close
Copyright © 2021 LEMON & LIMES.
Made with by Loft.Ocean. All rights reserved.