تعتبر العناية بالأطفال، خصوصًا في المراحل الأولى من حياتهم، من الأمور الأساسية التي تسعى الأمهات إلى تحقيقها لضمان صحة أطفالهن وراحتهم؛ ولأن من المهم أن تعرفي كيف تتعاملين مع طفلك الجديد وتعتنين به بشكل صحيح لضمان سلامته وصحته، إليكِ دليل شامل للأمهات الجدد للعناية بالأطفال حديثي الولادة.
العناية بالأطفال | كيفية التعامل مع حديثي الولادة
بعد الولادة، يخضع طفلك لفحص شامل يتضمن قياس الوزن والطول ومحيط الرأس، كما يتم فحص العيون، القلب، التنفس، الأعضاء التناسلية، والمفاصل؛ ولذلك استغلي وجودك في المستشفى للحصول على استشارات حول الرضاعة الطبيعية، تغيير الحفاضات، والعناية بالسرة.
احرصي على جفاف السرة ونظافتها، ولا تضعي الكحول أو المطهرات عليها، وانتظري سقوط الحبل السري تلقائيًا في غضون أسبوعين.
بشرة الأطفال حديثي الولادة حساسة جدًا، وجهازهم المناعي لا يزال ضعيفًا؛ ولذلك تأكدي من غسل يديك جيدًا بمعقم قبل حمل طفلك.
أرضعي طفلك بانتظام، واتبعي وضعية مريحة لك وله، واعلمي أن الطفل قد يبكي بسبب الجوع، الرغبة في النوم، أو تغيير الحفاض، ومع الوقت ستتعرفين على أنواع بكاء طفلك وكيفية التعامل معها.
تجنبي الاستحمام الكامل للطفل في الأسابيع الأولى حتى تسقط السرة، عليكِ تنظيف الطفل باستخدام إسفنجة ناعمة وماء دافئ، وبعد سقوط السرة، يمكن استحمام الطفل من خلال استخدام صابون مخصص للأطفال للحفاظ على بشرته من الجفاف أو التهيج.
يجب تغيير الحفاضات من 8 إلى 12 مرة يوميًا، ولا تنتظري حتى تلاحظي البلل أو الانزعاج، بل قومي بتغيير الحفاضات في مواعيد منتظمة، وتأكدي من تنظيف المنطقة برفق باستخدام مناديل خاصة بالطفل.
بعض النصائح الأخرى للتعامل مع حديثي الولادة
اجعلي طفلك ينام على ظهره لتقليل خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ، واستخدمي سريرًا مخصصًا له بعيدًا عن الوسائد والألعاب.
تجنبي هز الطفل تمامًا؛ لأن الهز قد يؤدي إلى نزيف في الدماغ، وهو أمر قد يسبب مضاعفات خطيرة، وتأكدي من تثبيته بإحكام في عربة الأطفال أو مقعد السيارة الخاص به لتجنب أي اهتزاز قد يضر به.
احرصي على التقارب الجسدي بينكما؛ لأن ذلك يعزز النمو البدني والنفسي للطفل، كما يساعد على تقوية الروابط العاطفية.
يفضل اختيار الملابس القطنية الناعمة التي تتيح للجلد التنفس وتجنب الأقمشة التي تحتوي على ألياف صناعية، كما يجب الانتباه إلى أن تكون الملابس مناسبة لدرجة حرارة الغرفة.
يمكن التحقق من دفء الطفل من خلال لمس يديه وقدميه، إذا كانت باردة، يجب تدفئته بلطف دون المبالغة، وفي حال استمرار شعور الطفل بالبرد أو الحر، لابد من استشارة الطبيب.
التزمي بمواعيد التطعيمات التي يقدمها المركز الصحي، ولا تنسي الاهتمام بالطفل بعد الحصول على الجرعات، قد ترتفع درجة حرارة الطفل بعد التطعيم؛ ولذلك استخدمي كمادات باردة وخافض الحرارة الموصوف من الطبيب حسب الجرعة المناسبة لوزن طفلك.
احرصي على متابعة جدول التطعيمات الذي يوصي به طبيب الأطفال، حيث يعد التطعيم ضد أمراض خطيرة مثل الحصبة، الشلل، والدفتيريا أمرًا بالغ الأهمية.
تأكدي من زيارة الطبيب بشكل دوري لمتابعة نمو الطفل وفحص تطوره الصحي، حيث تتيح لكِ هذه الزيارات فرصة مناقشة أي مشاكل صحية قد يواجهها طفلك.
الرضاعة الطبيعية
من الأفضل أن تبدأي بالرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى بعد الولادة، حيث يكون الطفل في حالة يقظة ويمكنه الاتصال بمصدر الحليب بسهولة.
يحتاج الطفل حديث الولادة إلى الرضاعة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، وقد يتطلب الأمر التغذية أكثر من 8 مرات يوميًا، إذا كنت تواجهين صعوبة في الرضاعة أو شعرت بأن الطفل لا يرضع بشكل صحيح، يمكنك استشارة مختصي الرضاعة في المستشفى، فهم لديهم طرق للمساعدة في وضع الطفل بطريقة صحيحة لتفادي أي ألم أو مشاكل في الثدي.
تأكدي من وجود مكان مريح لإرضاع الطفل، مع وسائد أو دعم مناسب لمساعدتك أثناء الرضاعة، واعلمي أن تناول الوجبات الصحية والمتوازنة وشرب كمية كافية من الماء يساعد في إدرار الحليب.
في حال كنتِ تعتمدين على الرضاعة الصناعية، تأكدي من اختيار الحليب المناسب لعمر الطفل، استشيري طبيب الأطفال حول الأنسب، ولا يجب تسخين الحليب في الميكروويف، بل قومي بتسخينه باستخدام جهاز تدفئة الزجاجات أو بوضع الزجاجة في ماء دافئ.
العناية بالأطفال | حمل الطفل بشكل صحيح
احرصي على حمل الطفل بشكل صحيح لتجنب أي إصابات أو إزعاج له، قومي بدعم رأسه ورقبته بيديكِ؛ لأن عضلاته لا تزال ضعيفة وغير قادرة على تحمل وزن الرأس.
يمكنكِ حمل الطفل بطريقة القوس، حيث يكون رأسه في اتجاه قلبك، بحيث يظل جسمه متكئًا على ذراعك مع دعم كامل لجسده؛ ولا تقومي بهز الطفل أو رفعه فجأة لأن هذا قد يؤدي إلى إصابات خطيرة مثل النزيف في الدماغ.
تنظيم نوم الطفل
قد تواجهين صعوبة في تنظيم نوم الطفل في الأشهر الأولى، احرصي على تحميم الطفل قبل النوم، حيث أن ذلك يساعد على استرخائه.
يمكنكِ التدليك بزيت الأطفال لتقليل التوتر وتعزيز نومه العميق، مع الحرص على إطفاء الأنوار وتقليل الضوضاء لتهيئة بيئة هادئة للنوم، كما أن التجشؤ بعد الرضاعة يقلل الغازات ويخفف المغص، مما يساهم في نوم هادئ.
العناية بالأطفال | العناية ببشرة الأطفال
بشرة الأطفال حديثي الولادة رقيقة وعرضة للتأثر بالعوامل الخارجية مثل الجفاف، الحساسية، والتهيج.
ولذلك احرصي على الحفاظ على ترطيب البشرة لمنع الجفاف الذي قد يؤدي إلى الإكزيما ومشاكل جلدية أخرى، ولابد من حماية البشرة من العوامل البيئية مثل أشعة الشمس، البرودة، أو الحرارة العالية.
العوامل المؤثرة على بشرة الأطفال
الحرارة المرتفعة أو البرودة الشديدة قد تسبب جفاف البشرة وتهيجها، كما أن التعرض للهواء الملوث يمكن أن يؤدي إلى التهابات جلدية.
الماء الساخن يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يزيد من الجفاف؛ ولذلك من الأفضل استخدام ماء دافئ أو فاتر.
استخدام منتجات تحتوي على مواد كيميائية أو عطور قوية قد يسبب حساسية وتهيجًا للبشرة؛ ولذلك احرصي دائمًا على اختيار منتجات مخصصة للأطفال تحتوي على مكونات طبيعية وآمنة.
روتين العناية اليومي ببشرة الأطفال وكيفية اختيار منتجات العناية بالأطفال المناسبة
ستخدمي شامبو مخصص للأطفال خالٍ من المواد الكيميائية، وتجنبي استخدام الماء الساخن، واختاري ماءً دافئًا للحفاظ على ترطيب البشرة.
بعد تجفيف الطفل بلطف باستخدام منشفة ناعمة، استخدمي كريم ترطيب أو زيت أطفال لترطيب البشرة، مثل: زيت اللوز أو زيت جوز الهند.
استخدمي واقي شمس مخصص للأطفال عند الخروج في النهار، ولابد من اختيار مناديل مبللة تحتوي على تركيبة خالية من الكحول والعطور.
ولاختيار منتجات العناية المناسبة ابحثي عن منتجات تعتمد على مكونات طبيعية مثل زيت جوز الهند، زبدة الشيا، والصبار، وتجنبي المنتجات التي تحتوي على البارابين، السلفات، أو الألوان الصناعية.
من الأفضل اختيار منتجات ذات قوام خفيف يسهل فردها على بشرة الطفل، وقبل استخدام أي منتج جديد، جربيه على جزء صغير من بشرة الطفل وانتظري 24 ساعة للتأكد من عدم وجود رد فعل تحسسي.
وفي الختام، تتطلب رعاية الأطفال حديثي الولادة الصبر والعناية الدقيقة بكل التفاصيل، ولا تنسي أن الحب والرعاية هما المفتاح لضمان نمو طفلك بشكل صحي وسعيد وبناء علاقة قوية معه.