تواجه الأمهات يوميًا العديد من المسؤوليات مما يجعلها تشعر بالإرهاق، ولكن تنظيم الوقت بشكل صحيح يمكن أن يجعل حياتها أكثر سهولة، حيث مع وجود استراتيجيات صحيحة لإدارة الوقت، يمكن للأم تحقيق إنتاجية أعلى والاستمتاع بحياتها دون الشعور بالإرهاق؛ ولذلك سنتحدث الآن عن كيفية تنظيم وقت الأم لعيش حياة مستقرة.
تحديد الأولويات لتنظيم وقت الأم

الخطوة الأولى لتنظيم وقتك هي تحديد الأولويات، لابد من التركيز على المهام الأكثر أهمية وتأثيرًا في يومك، يمكنكِ استخدام قائمة مهام يومية أو أسبوعية وحددي ما يجب القيام به فورًا، وما يمكن تأجيله أو تفويضه.
ولا تحاولي إنجاز كل شيء دفعة واحدة، ركزي على المهام الأكثر أهمية، واتركي مساحة للتعديل عند الضرورة، فالمثالية ليست الهدف، بل تحقيق التوازن هو الأساس.
من السهل أن تنشغلي في مهام غير أساسية تستهلك وقتك بشكل غير فعال؛ ولذلك قومي بتقييم المهام اليومية وتحديد أولوياتك، ابدئي بالأمور الأكثر أهمية، ثم انتقلي إلى المهام التي يمكن تأجيلها، فمعرفة الأولويات سيساعدك في استغلال وقتك بشكل أفضل وتفادي تضييع الوقت في الأمور الثانوية.
يمكنك التركيز على الأهم وتجنب الانشغال بالأمور الثانوية من خلال استخدام مبدأ تقسيم المهام:
- عاجلة ومهمة.
- مهمة ولكن غير عاجلة.
- عاجلة ولكن غير مهمة.
- غير عاجلة وغير مهمة.
إنشاء جدول زمني
التخطيط هو الخطوة الأولى نحو إدارة فعالة للوقت، حاولي تخصيص وقت لتدوين المهام اليومية والأسبوعية بناءً على أولوياتك.
ومن المفيد أن تكون لديكِ خطة مسبقة لليوم التالي، استعدي لمهام الغد من خلال تجهيز الطعام الذي يمكن تخزينه في الفريزر أو تنظيم مهام البيت مسبقًا.
يمكنكِ التفكير في الأوقات التي قد تكونين فيها مشغولة، وتحاولي توزيع المهام بشكل يساعدك في تحقيق المزيد بأقل وقت وجهد.
قومي بإعداد تقويم يومي وأسبوعي لتوزيع المهام، مع تحديد مدة محددة لكل مهمة لتجنب إهدار الوقت، ولا تنسي مراجعة الخطة اليومية مساءً لضمان تنفيذها بسلاسة، وتأكدي من إضافة وقت احتياطي لحالات الطوارئ.
يمكنكِ أيضًا تخصيص ساعة أو ساعتين في الصباح الباكر قبل استيقاظ أفراد الأسرة للقيام بنشاطاتك الشخصية، استغلي هذا الوقت للاسترخاء، أو ممارسة التأمل، أو التخطيط ليومك.
التفويض والمشاركة
لا تخشي طلب المساعدة من شريكك، عائلتك، أو حتى من أصدقائك، فتقسيم المهام يجعل الأمور أكثر سهولة ويخفف الضغط عنكِ.
كما يمكنك أيضًا تفويض بعض الأعمال المنزلية للأطفال، مثل ترتيب غرفتهم أو جمع الألعاب؛ لتعزيز لديهم حس المسؤولية.
نظمي اجتماعات عائلية لمناقشة التحديات وتوزيع الأدوار، وبالتالي ضمان التعاون وتقليل سوء الفهم.
إنشاء روتين يومي لتنظيم وقت الأم
وجود روتين يومي يساعدك على توفير الوقت والجهد، ويوفر لكِ وللأطفال إحساسًا بالاستقرار والتنظيم، حاولي تحديد أوقات ثابتة للأنشطة الأساسية مثل إعداد الوجبات، أوقات اللعب مع الأطفال، وتنظيف المنزل.
حددي وقتًا ثابتًا للوجبات الرئيسية، مما يساعدك على تنظيم وقتك وتخصيص فترة معينة لتحضير الطعام، وبالتالي توفير وقت أكبر للقيام بمهام أخرى.
ولأن الروتين يساعد على جعل الحياة أقل فوضوية، فمن المهم تحديد أوقات ثابتة للاستيقاظ والنوم، وإدخال فترات قصيرة للعناية الشخصية أو ممارسة الهوايات.
تجنبي استخدام الهاتف بشكل مفرط خلال ساعات العمل أو العناية بالأطفال، يمكنكِ تحديد أوقات معينة للرد على الرسائل الإلكترونية أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
يمكنكِ أيضًا استغلال الأوقات القصيرة بين المهام لإنجاز أمور صغيرة مثل الرد على الرسائل أو ترتيب مكان معين.
والجدير بالذكر أن إعداد خطة أسبوعية للوجبات يوفر الكثير من الوقت، قومي بتحضير قائمة تسوق متكاملة، مع تجهيز بعض المكونات مسبقًا مثل تقطيع الخضروات أو تجميد الوجبات الجاهزة للطهي.
قبل الذهاب إلى النوم، جهزي ما تحتاجينه لليوم التالي، ضعي ملابس الأطفال، جهزي حقائبهم المدرسية، وأعدي وجبة الإفطار جزئيًا؛ وذلك لتخفيف الضغط في الصباح.
لابد من تجنب المشتتات وتحديد الأمور التي تعيق التركيز، مثل: تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، المكالمات الهاتفية غير الضرورية، أو التأجيل والتسويف في أداء المهام.
مواضيع ذات صلة:
تخصيص مكان للأغراض الهامة
البحث عن الأغراض المفقودة يمكن أن يستغرق وقتًا طويلاً ويشتت تركيزك، خصصي مكانًا لكل شيء مهم مثل أوراق الطفل أو المستندات العائلية، وبذلك ستقللين من الوقت الذي تهدرينه في البحث عن الأشياء.
تذكري أن الفوضى المنزلية لا تستهلك الوقت فحسب، بل تسبّب أيضًا التوتر والقلق؛ ولذلك حافظي على ترتيب منزلك يوميًا للحفاظ على بيئة هادئة ومنظمة، فروتين الترتيب اليومي يمكن أن يكون بسيطًا ويمنع تراكم الفوضى التي تتطلب وقتًا كبيرًا لإصلاحها لاحقًا.
تخصيص وقت لنفسك

من الضروري تخصيص وقت لنفسك للاسترخاء وتجديد الطاقة، خصصي 15-30 دقيقة يوميًا لفعل شيء تحبينه، سواء كان القراءة، التأمل، أو ممارسة الرياضة؛ وذلك لإعادة شحن طاقتك وتعزيز صحتك النفسية.
الراحة النفسية تنعكس إيجابًا على قدرتك على إدارة الوقت والمسؤوليات، كما تساعدك على لاستمرار في العطاء بدون الشعور بالإرهاق أو التوتر.
تعلمي قول لا
من المهم أن تكوني واقعية بشأن قدرتك على تحمل مسؤوليات إضافية، إذا كانت لديكِ مهام كثيرة في المنزل، من الأفضل أن ترفضي تولي مهام خارجية أو جديدة قد تؤثر على جودة عملك في المنزل أو مكان عملك.
فلا بأس من رفض الأنشطة أو الالتزامات غير الضرورية التي تستهلك وقتك، تعلمي تحديد حدودك ووضع احتياجاتك وأولوياتك أولًا.
ضعي حدودًا واضحة لما يمكنك تحمله يوميًا، إذا كانت هناك طلبات إضافية غير ضرورية من الآخرين، فلا تترددي في الاعتذار عنها، وحاولي توزيع المهام بشكل عادل مع أفراد الأسرة لتقليل الضغط على نفسك.
تدوين الملاحظات لتنظيم وقت الأم
لتجنب عدم نسيان بعض المهام في ظل مشاغلك اليومية، حاولي تدوين ما تحتاجين إلى القيام به، سواء كان موعدًا مع الطبيب أو شراء مستلزمات المنزل، حيث أن تدوين الملاحظات سيساعدك على الحفاظ على التنظيم وتذكيرك بما هو مهم.
النوم مبكرًا
النوم الجيد هو أساس يوم ناجح، احرصي على النوم مبكرًا لضمان استيقاظك بنشاط وحيوية، وتذكري أيضًا أن تنمية عادة النوم المبكر لدى أطفالك سيساهم في تعزيز صحة الجميع وتحسين نوعية النوم، مما يساعدك في إنجاز المهام بشكل أكثر فعالية.
استخدام التكنولوجيا لتنظيم وقت الأم
يمكنكِ استخدام تطبيقات مثل Google Calendar أو Trello لتنظيم وقتك وتتبع مواعيدك، كما يمكن الاستفادة من أجهزة المطبخ الحديثة لتوفير الوقت أثناء الطهي، بالإضافة إلى ذلك يمكنكِ الاستفادة من الأجهزة المنزلية الذكية لتوفير الوقت والجهد.
التعامل مع التحديات اليومية
مارسي التأمل أو اليوغا لتقليل التوتر، وتواصلي مع أصدقائك أو عائلتك لمشاركة مشاعرك والحصول على دعم عاطفي.
يمكنكِ جعل جدولك الزمني مرنًا مع إضافة وقت احتياطي للطوارئ، وحاولي التعامل مع التحديات بهدوء، مع تجنب التوتر.
تقييم الوقت بانتظام
راجعي جدولك الزمني بانتظام للتأكد من أنه فعال، وإذا لاحظتِ أنكِ تقضين وقتًا طويلاً في مهام معينة، حاولي تعديل الطريقة التي تقومين بها.
تنظيم وقت الأم ليس أمرًا سهلًا، لكنه أمر ضروري لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية والمهنية، باتباع النصائح المذكورة يمكن لكل أم أن تحقق النجاح في مختلف جوانب حياتها وأن تتفوق في أدوارها المختلفة دون الشعور بالإرهاق.