كيفية التعامل مع بكاء الرضيع المتكرر ومتى يجب القلق؟

January 25, 2025

يعتبر بكاء الرضيع المتكرر من أكثر الأمور التي تُربك الأمهات والآباء الجدد، في معظم الحالات، يكون البكاء مؤشرًا على الجوع، الألم، الملل، أو حتى الحاجة للنوم، فبكاء الرضيع جزءًا طبيعيًا من مراحل نموه وتعبيره عن احتياجاته، ولكن كيف يمكن التعامل مع بكاء الرضيع المتكرر؟ ومتى يجب القلق؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا اليوم.

أسباب بكاء الرضيع المتكرر

بكاء الرضيع المتكرر
بكاء الرضيع المتكرر

لفهم كيفية التعامل مع بكاء الرضيع المتكرر، من الضروري التعرف على الأسباب الشائعة التي تدفعه للبكاء.

الجوع

الجوع هو أحد أكثر الأسباب شيوعًا لبكاء الرضيع، فعندما يكون جائعًا، يبدأ في إصدار أصوات معينة تتصاعد إلى البكاء إذا لم تتم تلبية حاجته للطعام، حيث يحتاج إلى الرضاعة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، علامات الجوع تشمل مص الأصابع، أو فتح الفم، أو تحريك الرأس نحو اليدين.

التعب أو الحاجة للنوم من أسباب بكاء الرضيع المتكرر

عندما يصبح الرضيع متعبًا ولكنه غير قادرعلى النوم بمفرده، قد يلجأ إلى البكاء كوسيلة للتعبير عن حاجته إلى الراحة، إشارات النعاس تشمل فرك العينين أو التثاؤب.

وقد يعاني من صعوبة في النوم، خاصة إذا كان هناك ضجيج أو إضاءة زائدة، أما إذا كان بكاء الطفل حادًا ومستمرًا، فقد يكون يعاني من ألم أو مرض، تحقق من درجة حرارته وابحث عن أي علامات مرضية أخرى، فقد يبدأ في البكاء نتيجة لآلام التسنين، وغالبًا ما يصاحب ذلك سيلان اللعاب.

الرغبة في الحنان

قد يبكي الرضيع لأنه بحاجة إلى الشعور بالأمان والاحتضان، أو الاستماع إلى صوت أحد الوالدين، في هذه الحالة احتضان الطفل قد يكون كافيًا لتهدئته.

درجة الحرارة

درجات الحرارة غير المناسبة قد تسبب انزعاجًا للرضيع، إذا كان يشعر بالبرودة بسبب ملابس غير كافية أو بالحرارة الزائدة بسبب ملابس ثقيلة، فقد يبكي ليعبر عن ذلك؛ ولذلك لابد من التأكد من ارتداء الطفل ملابس مناسبة للطقس.

الحفاض المتسخ

الرطوبة أو الاتساخ الناتج عن الحفاضات قد يسبب تهيجًا لجلد الرضيع، مما يجعله غير مرتاح ويبكي؛ ولذلك يُفضل تغيير الحفاض بانتظام للحفاظ على راحته.

الغازات أو المغص

بعض الرضع يعانون من تراكم الغازات بعد الرضاعة، خاصةً في الأشهر الأولى؛ مما يسبب ألمًا في المعدة يدفعهم للبكاء، حيث يُلاحظ الطفل يرفع ساقيه نحو بطنه أو يظهر عليه علامات الانزعاج، التجشؤ بعد الرضاعة يمكن أن يساعد في تخفيف هذا الألم.

كيفية التعامل مع بكاء الرضيع المتكرر

للتعامل مع بكاء الرضيع المتكرر يمكنكِ فعل ما يلي:

الرضاعة الطبيعية

إذا كنت ترضعين طفلك طبيعيًا، قومي بإرضاعه عندما يبكي، ولابد من التأكد من عدم إطعامه بكميات زائدة، وتذكري أن بعض الرضع يبكون حتى بعد الرضاعة بسبب المغص أو الغازات.

التأكد من الراحة الجسدية

تحققي من حفاض الطفل وقومي بتغييره إذا كان مبللًا أو متسخًا، وتأكدي من أن الطفل يرتدي ملابس مريحة ومناسبة لدرجة الحرارة.

حمام دافئ قد يساعد في تهدئة الطفل وتخفيف التوتر، مع التأكد من أن الماء بدرجة حرارة مناسبة لتجنب أي انزعاج.

استخدام الحركات المهدئة للتعامل مع بكاء الرضيع المتكرر

جربي هز الطفل بلطف بين ذراعيكِ أو في مقعد هزاز، كما أن حمل الطفل والمشي به في الغرفة يمكن أن يهدئه، بالإضافة إلى ذلك بعض الأطفال يشعرون بالراحة عندما يتم حملهم على البطن أو بوضعية مستقيمة، كما النوم المشترك بأمان قد يُريح الطفل كثير البكاء.

يمكن استخدام حمالة الأطفال لتوفير الراحة للطفل مع إتاحة حرية الحركة للأم، كما يمكنكِ اللجوء إلى التقميط، وهو لف الطفل ببطانية ناعمة، مما يمنحه شعورًا بالأمان، يُفضل استخدام طريقة تقميط مريحة تمنحه حرية تحريك أرجله، كما يمكن استخدام اللهاية، فبعض الأطفال يشعرون بالراحة عند مص اللهاية.

أحيانًا، سماع صوت والدته أو والده يكون كل ما يحتاجه الطفل ليهدأ، ويمكنكِ أيضًا استخدام عربة الأطفال أو الخروج في نزهة بالسيارة، فالحركة قد تساعد في تهدئته.

التدليك

يجب تدليك بطن الطفل برفق بحركات دائرية إذا كان هناك في وجود غازات، فتدليك الظهر أو القدمين قد يساعد في تهدئة الطفل، ولا تستخدمي الزيوت حتى يبلغ طفلك الشهر الأول من عمره.

التعامل مع المغص

يُعرف مغص الرضيع بأنه بكاء مفرط غير مبرر يستمر لأكثر من 3 ساعات يوميًا، 3 أيام في الأسبوع، لمدة 3 أسابيع على الأقل، ويحدث عادة في الأسابيع الأولى بعد الولادة ويختفي عند بلوغ الطفل عمر 4 أشهر.

ومن أعراض مغص الرضيع: بكاء مستمر ومتواصل، احمرار الوجه، قبض اليدين وشد الساقين نحو البطن، وصعوبة في التهدئة.

وللتعامل مع المغص، يجب حمله بوضعية مريحة من خلال وضعه على بطنه أثناء حمله للمساعدة في تخفيف الألم، يمكن تدليك بطنه بلطف بحركات دائرية مع استخدام زجاجة ماء دافئة ووضعها على بطنه للمساعدة في تخفيف تقلصات المعدة.

ولابد من تجنب الأطعمة المثيرة للغازات، وإذا كانت الأم ترضع طبيعيًا، فمن المفيد مراقبة نظامها الغذائي، كما يجب إرضاع الطفل ببطء لتجنب ابتلاع الهواء، ويمكن استخدم قطرات التخلص من الغازات بعد استشارة الطبيب.

متى يجب القلق؟

رغم أن بكاء الطفل غالبًا ما يكون طبيعيًا، إلا أن هناك حالات تستدعي استشارة الطبيب، ومنها:

إذا كانت درجة حرارة طفلك مرتفعة أو يعاني من الحمى، وإذا كان البطن منتفخًا ويبدو مؤلمًا عند لمسه، بالإضافة إلى تكرر التقيؤ بعد الرضاعة.

البكاء المستمر لأكثر من ساعتين دون توقف، وإذا لم يأكل الطفل لمدة 8 ساعات، وفي حالة بدا الطفل مريضًا أو خاملًا بشكل غير طبيعي، أو يعاني من صعوبة في التنفس أو تبدو بشرته شاحبة أو زرقاء، أو وجود نوبات تشنج.

ظهور على الطفل علامات المرض مثل الحمى أو الطفح الجلدي، وفي حالة كان البكاء مصحوبًا بتغير في نمط التغذية أو النوم.

نصائح للتعامل مع الضغط النفسي بسبب بكاء الرضيع المتكرر

بكاء الرضيع المتكرر
بكاء الرضيع المتكرر

إليكِ أهم النصائح للتعامل مع الضغط النفسي بسبب بكاء الرضيع المتكرر:

حافظي على هدوئك

البكاء أمر طبيعي، وغالبًا ليس هناك خطأ في طريقة تعاملك مع الطفل؛ ولذلك لابد من التنفس العميق أو أخذ استراحة قصيرة للمساعدة في تهدئتك، وتذكري أن توترك ينتقل إلى الطفل.

مواضيع ذات صلة:

نصائح للأمهات
نصائح للأمهات
تنظيم وقت الأم
تنظيم وقت الأم
العناية بالأطفال
العناية بالأطفال حديثي الولادة

استمعي لاحتياجات طفلك

كل طفل مختلف؛ ولذلك حاولي التعرف على ما يناسب طفلك من أساليب التهدئة، ولابد من تنظيم وقت النوم ليحصل طفلك على الراحة الكافية، مع البعد عن الأصوات العالية أو الأنشطة الزائدة؛ لأنها قد تزيد من انزعاج الطفل.

الاسترخاء

تذكري أن التوتر قد ينتقل إلى طفلك، حاولي أن تأخذي فترات راحة قصيرة إن أمكن، وإذا كان البكاء مستمرًا وأنت بحاجة لراحة، ضعي الطفل في مكان آمن مثل سريره واتركيه لبعض الوقت، فاستعادة هدوئك سيساعدكِ على التعامل بشكل أفضل مع الموقف.

طلب المساعدة

لا تترددي في طلب الدعم من شريك حياتك أو أفراد العائلة، حيث يمكن للأب أو الجدين مساعدة الأم في تهدئة الطفل أو العناية به لبعض الوقت، كما يمكنك التحدث مع أمهات جدد لمشاركة تجاربهن وأفكارهن في التعامل مع الأطفال كثيري البكاء.

والجدير بالذكر أن الحديث مع طبيب الأطفال قد يوفر راحة ويقدم نصائح فعالة؛ ولذلك إذا كنتِ تشعرين بالعجز عن التعامل مع بكاء طفلك، يمكنكِ استشارة طبيب الأطفال أو خبير نفسي.

وفي الختام، يمكن أن يكون التعامل مع بكاء الرضيع المتكرر تحديًا شاقًا في البداية، ولكنه فرصة لبناء علاقة قوية مع طفلك من خلال فهم احتياجاته واستجابتها، ولابد من التحلي بالصبر والهدوء لتجاوز هذه المرحلة بنجاح، فهي مرحلة مؤقتة وستتحسن مع الوقت.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Like 0
Close
Copyright © 2021 LEMON & LIMES.
Made with by Loft.Ocean. All rights reserved.