تربية الأطفال حديثي الولادة من المهام التي يعتقد بعض الأمهات خاصةً الأمهات الجدد أنها من المهام الصعبة، ولكن يا صديقتي عليكِ أن تعلمي جيدًا أنها عبارة عن رحلة ممتعة للغاية، ومرحلة مليئة بالحب وكذلك مليئة بالتحديات.
حيث أن في هذه المرحلة من عمر الطفل تحتاج إلى رعاية خاصة وذلك لكي تضمني له نمو جسدي وعاطفي صحي، مما يجعل الأمهات الجدد دائمًا يتساءلون أسئلة حول كيفية العناية بمولودهن في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الأم والطفل معًا.
هذا المقال يا عزيزتي مصمم خصيصًا لكِ أنتِ، ولكي أساعدك في عملية تربية الطفل حديث الولادة، بدايةً من التغذية السليمة وصولًا إلى دعم تطوره العاطفي والجسدي أيضًا، وبالطبع من خلال هذه الخطوات سوف تضمنين لطفلك بيئة صحية وآمنة أيضًا تساهم في نموه بشكل متوازن.
تربية الأطفال حديثي الولادة | التغذية السليمة

من أهم أساسيات العناية بالطفل حديث الولادة هي التغذية السليمة، حيث أنها تؤثر بشكل مباشر في نموه العقلي والجسدي، وكذلك صحته بشكل عام.
من الجدير بالذكر أن خلال الأشهر الأولى في حياة الطفل حديث الولادة تعتمد رعايته وتغذيته على الأم بشكل كامل، وذلك من خلال الرضاعة سواء كانت رضاعة طبيعية، أو رضاعة صناعية.
وبالرغم من أن الرضاعة الطبيعية وأهميتها لنمو الطفل وتعزيز جهاز المناعة لديه!
إلا أن الرضاعة الصناعية أيضًا تعد خيارًا جيدًا، وذلك في حال عندما تحتاج الأم إلى بديل مناسب يساعدها في تغذية الطفل حديث الولادة.
ولكن يا صديقتي هل تعلمين، ما هي الطريقة المثلى لتغذية رضيعك؟
- أولًا يجب عليكِ أن تقومين بتنظيم مواعيد مواعيد الرضاعة سواء كانت كل (ساعة أو ساعتين أو ثلاثة) وذلك بالطبع لتلبية احتياجات الطفل.
- ثانيًا لابد من مراقبة كمية الحليب التي تعطيها لطفلك، وأيضًا لابد من التأكد أن الطفل يحصل على ما يكفيه.
بالإضافة إلى ذلك يا صديقتي يمكنك استغلال الرضاعة لتعزيز التواصل العاطفي بينك وبين طفلك، وذلك من خلال فترات الرضاعة، مما يعزز شعورك وكذلك شعور طفلك بالراحة والآمان.
وإذا شعرتِ بقلق تجاه تغذية الطفل، لابد من استشارة طبيب وهو سوف يقوم بدوره وتوجيهك بالشكل الصحيح.
تربية الأطفال حديثي الولادة | النوم والراحة

من أساسيات تربية الأطفال حديثي الولادة هو النوم والراحة، حيث أن الأطفال حديثي الولادة يقضون معظم أوقاتهم في النوم، ولكن لابد أن تعلمي يا صديقتي أن نوع النوم مهم للغاية مثل الكمية.
وهذا يعني أن الطفل يحتاج إلى بيئة آمنة وهادئة، لكي يحصل جسمه على نوم مريح وعميق يساعده على النمو، ولذلك من الضروري أن تقومي بتهيئ غرفته بشكل يوفر له راحة تامة:
مثلًا (توفير سرير مناسب، تجنب وجود أي أشياء خطرة بجانبه).
بالإضافة إلى ذلك لابد من تنظيم وقت النوم لدى الطفل حديث الولادة، وكذلك الاستيقاظ وفقًا للأنماط الطبيعية للطفل مثل:
(النوم لساعات متواصلة بالليل، النوم لفترات قصيرة بالنهار).
بالإضافة إلى ذلك وضعية النوم بالنسبة للطفل مهمة جدًا، حيث يمكنكِ وضعه على ظهره وهذا يعد الخيار الأمثل لضمان وضعية أمان للطفل، وكذلك الحفاظ على صحته، وأيضًا تجنب المشاكل الصحية المحتملة.
إلى جانب ذلك يا صديقتي لكي تستطيعي مساعدة طفلك على الهدوء، قومي بتوفير أجواء مريحة له مثل (تخفيف الإضاءة) لكي توفري بيئة مثالية لنوم هادئ وعميق لطفلك.
تربية الأطفال حديثي الولادة | التحفيز العاطفي والجسدي للطفل
يعد التحفيز العاطفي والجسدي في بداية الأسابيع الأولى من حياة الطفل حديث الولادة من الأمور المهمة للغاية، والتي تساعده في النمو بشكل سليم.
حيث يحتاج الطفل إلى التفاعل باستمرار مع والدته وذلك لكي يشعر بالأمان والحب، وعلى سبيل المثال:
(عندما يشعر الطفل بلمسات الأم ومن ثم احتضانها له؛ مما يؤدي إلى تقوية الرابط العاطفي بينهم، وكذلك يعزز شعور الطفل بالراحة والأمان).
ولكن يا صديقتي لا يقتصر التحفيز العاطفي فقط على اللمسات والأحتضان، بل يشمل أيضًا على التواصل البصري بينك وبين طفلك وكذلك التحدث إليه بلطف.
مما يحفز لدى الطفل جميع الحواس، بالإضافة إلى تشجعيه على الإستفادة وكذلك التفاعل، على جانب آخر لابد من تحفيز الطفل جسديًا.
وذلك لأن التحفيز الجسدي لدى الطفل لا يقل أهمية عن التحفيز العاطفي، حيث يمكنكِ رفع الطفل بلطف، أو تحريكه بهدوء؛ هذه الأمور تساهم في تعزيز عضلاته، ومن ثم تحفيز نموه الحركي.
وبذلك ياصديقتي إذا اتبعتِ كل هذه النصائح، قد تجمعين بين العناية العاطفية وكذلك الجسدية، مما يخلق بيئة مثالية لنمو الطفل حديث الولادة.
الراحة النفسية للأم
هل تعلمي يا عزيزتي أن راحتكِ النفسية تلعب دورًا مهمًا في تربية الطفل حديث الولادة؟
نعم، حيث أنها تساعدكِ في القدرة على العناية بطفلكِ، ومن المعروف أن الأم تواجه تحديات عديدة خاصةً في هذه المرحلة، مثل (التعب الجسدي، والإرهاق، والقلق).
ولذلك لابد من منح نفسكِ الفرصة لأخذ قسط من الراحة، وكذلك تخصيص وقت لكِ للاسترخاء أو ممارسة أشياء تفضلينها مثل (القراءة، فنجان قهوة، أو تناول قطعة من الشيكولاتة) وهكذا.
مما يساعدكِ هذا في القدرة على إكمال الطريق نحو تربية إيجابية لطفلكِ حديث الولادة، بالإضافة إلى إحاطة نفسكِ بدعم العائلة والأصدقاء أيضًا، مما يعزز لديكِ الشعور بالأمان والاستقرار النفسي.
إلى جانب آخر يمكنكِ طلب الدعم من شريك الحياة، أو حتى يمكنكِ التحدث إليه حول التحديات التي تواجهينها، مما يساعدك في تخفيف الضغط النفسي الذي يحاوطك بمفردك أنتِ وطفلك.
إذا اتبعتِ هذه الخطوات يا صديقتي سوف تتحسن صحتكِ النفسية، مما يجعلكِ تقدمين أفضل رعاية لطفلكِ ورعايته في هذه المرحلة المهمة.
نصائح للأمهات الجدد
لكل أم جديدة، أعلم جيدًا أنها مرحلة صعبة، ولكن تأكدي أنه في البداية فقط، إليكِ بعض النصائح يا صديقتي:
- أولًا لابد أن تتحلي بالصبر سواء مع نفسكِ أو مع طفلكِ، حيث أنها مرحلة مليئة بالتحديات، ولكن تتزين بلحظات جميلة مليئة بالحب والحنان.
- ثانيًا كذلك احرصي دائمًا على طلب الدعم والمساعدة ممن حولكِ سواء الأهل، أو الأصدقاء، وكذلك شريك العمر، مما يساعدك على تخفيف العبء والضغط النفسي.
- ثالثًا يُنصح بالبدء في عمل روتين يومي لطفلك، حيث يساعدكِ ذلك في تنظيم مواعيد الرضاعة والنوم.
- رابعًا مثل ما ذكرت لكِ لابد من إعطاء نفسكِ وقت للاسترخاء والراحة، حتى لو كان وقت قصير سوف تشعرين بالفرق.
- أخيرًا تذكري أن كل طفل يختلف عن الآخر، فلا تقارني بين طفلك وطفل آخر، لكي لا تشعري بالضغط والقلق.
في الختام، تربية الأطفال حديثي الولادة ليست مهمة يومية، بل هي رحلة جميلة ولكنها مليئة بالتحديات التي تختبر قوتكِ، ولابد من مواجهة هذه التحديات والقدرة على التكيف معاها.
وتذكري أن تعب الأمهات هذا لا يذهب هباءً، حيث أن الجنة تحت أقدام الأمهات ليس من فراغ، بل لاجتيازهم التحديات والاختبارات التي يمرون بها طوال رحلة الأمومة.
في النهاية الصبر والمرونة هما طريقتكِ لتكوني أفضل نسخة منكِ، ولكي تمنحي طفلكِ أفضل تربية، وكذلك أفضل عناية ورعاية سواء جسدية أو صحية.