تحفيز نمو الطفل، يُعد أول أشهر من حياة الطفل أكثر تأثيرًا في تطويره الجسدي والعقلي، حيث أنهم حجر الأساس لبناء وتحفيز نموه، كما أن في هذه الفترة يمر بها الطفل بتطورات سريعة تؤثر على جميع جوانب حياته.
حيث أن هذه التطورات تشمل قدراته الحركية، وكذلك تشمل مهاراته سواء كانت الاجتماعية أو اللغوية، بدايةً من أول ابتسامة، وصولًا إلى أول خطوة، وأول كلمة يتعلمها؛ كل هذه الأشياء تشكل لحظات حاسمة في مسيرة نموه.
ولذلك يعد تحفيز نمو الطفل أمرًا بالغ الأهمية، مما يساعد في تطوير كل قدراته ومهاراته في مختلف المجالات؛ وفي هذا المقال سوف نتناول معًا الدليل الشامل لتحفيز هذا النمو لدى طفلك شهرًا بشهر، وسوف أعرض لكِ كيفية تطوره البدني، والعقلي، وكذلك الاجتماعي.
تحفيز نمو الطفل | حديث الولادة إلى 6 أشهر
تعتبر الأشهر الأولى في حياة الطفل هي أساس لتطوير وتحفيز مهارات الطفل الحركية وكذلك العقلية.
حيث أن هذه المرحلة هي التي سيبنى عليها مراحل قادمة، كما أن في هذه الفترة يتعرف الطفل على محيطه بشكل تدريجي.
بالإضافة إلى أن بداية هذا التطور تتركز في الحواس الأساسية لديه مثل: (السمع، البصر، واللمس أيضًا).
مما يساعد على بناء الأسس التي سوف تعتمد عليها مراحل النمو التي تليها في مراحل عمره القادمة.
مواضيع ذات صلة



التطور الحسي
- السمع: خلال الشهر الأول يبدأ الطفل في تمييز الأصوات المألوفة لديه مثل (صوت الأم) مما يُعد ذلك جزءًا أساسيًا من تحفيز نموه العقلي.
- البصر: من الجدير بالذكر أن الطفل خلال الشهر الأول لا يرى الأشياء بوضوح، ولكنه فيما بعد يبدأ يرى ويميز في البداية ملامح الأم، وكذلك الألوان، والألعاب.
- اللمس: أكثر الحواس تطورًا في هذه المرحلة، حيث يبدأ التفاعل معه بالاحتضان والتلامس الجسدي، مما ينشئ رابط عاطفي بينه وبين الأم، وبذلك يبدأ شعوره بالراحة والأمان.
حيث يكون التحفيز في هذه المرحلة مهمًا، خاصةً من خلال الاحتضان وكذلك التلامس الجسدي بين الأم وطفلها.
بالإضافة إلى تحفيز التحدث إليه باستمرار بلطف، مما يساعده على تمييز الأصوات ومن ثم تحفيز قدرته السمعية.
تحفيز نمو الطفل | الأنشطة المناسبة في هذه المرحلة
1- التفاعل الصوتي
حيث أن التحدث إلى الطفل في هذه المرحلة وخاصةً أثناء الرضاعة، يساعده على التعرف إلى صوتك وزيادة الارتباط بكِ.
2- استخدام الألعاب الصوتية
هنا يمكنكِ استخدام الألعاب التي تصدر أصوات، مما تساهم في تنمية حاسة السمع، ومن ثم تطور القدرة على التركيز.
3- تدريب عضلة الرقبة
وذلك يتم من خلال وضع الطفل على بطنه بعض الوقت بشكل يومي.
مما يعزز عضلات الرقبة التي سوف تساعده فيما بعد على الجلوس وكذلك المشي.
تحفيز نمو الطفل | من 6 إلى 12 شهرًا

تحفيز نمو الطفل يظهر بشكل أوضح في النصف الثاني من عامه الأول!
حيث تبدأ تطور ملامح شخصيته وكذلك قدرته الجسدية والعقلية أيضًا، مما يجعلها مرحلة مليئة بالتطورات.
حيث يبدأ التحرك بشكل أفضل وكذلك بحرية أكبر، ومن ثم يبدأ التفاعل مع البيئة المحيطة.
مرحلة التطور الحركي
- هنا بداية الجلوس بدون دعم، ومن ثم الزحف، وصولًا إلى الوقوف بمساعدة الأثاث.
- في نهاية العام الأول بعض الأطفال تبدأ بالمشي، والبعض الآخر يأخذ وقتًا أطول، وهذا أمر طبيعي للغاية.
- يبدأ الطفل استخدام يديه بمهارة وقوة أكبر، وكذلك التقاط الأشياء بشكل أسرع، مما يعزز التنسيق بين اليد والعين.
مرحلة التطور الحسي والإدراكي
- في هذه المرحلة من النمو يبدأ في التعرف على الكلمات البسيطة مثل (ماما، وبابا).
- هذه المرحلة الطفل يبدأ بها الإدراك بشكل أكبر، مثل (إسقاط لعبة على الأرض ومراقبتها حتى تسقط) ومن ثم تكرار الأمر لمعرفة ما سيحدث.
- يبدأ تطور الفهم لديه بشكل أكبر وذلك من خلال الحواس، فيحاول تذوق ولمس كل الأشياء من حوله.
كيفية تحفيز نمو الطفل في هذه المرحلة؟
1- تشجيع الحركة | تحفيز نمو الطفل
دور الأمهات هنا يتمحور في توفير مساحة أمنة للطفل، مما يساعده في الزحف بحرية وكذلك الوقوف، بالإضافة إلى محاولة المشي.
2- الألعاب التفاعلية
لابد من تقديم ألعابًا له تحفز تطور عقله مثل (المكعبات، الألعاب التي تصدر أصواتًا مميزة) هنا سوف تنمي لديه المهارات الحركية الدقيقة وكذلك الإدراك.
3- التواصل المستمر | تحفيز نمو الطفل
تعتمد هذه المرحلة على تكرار الكلمات البسيطة، وكذلك الغناء له بنغمة واضحة ليتمكن من حفظ الأصوات.
4- تقديم الأطعمة الصلبة المتنوعة
تبدأ الأم في تقديم الأطعمة الصلبة، مما يساعد في نمو فكيه وكذلك قدرته على المضغ.
حيث يمكنكِ تقديم بعض الفواكه المهروسة وكذلك الخضروات، ومن ثم الانتقال تدريجيًا إلى قطع صغيرة يمكنه التقاطها بنفسه.
تحفيز نمو الطفل | من 12 إلى 18 شهرًا

تحفيز نمو الطفل في هذه المرحلة يتشكل في استقلالية الطفل بشكل كبير، وكذلك زيادة النشاط لديه بشكل كبير.
بما في ذلك يبدأ الطفل في التنقل بخطوات ثابتة بمفرده، كما يمكنه الجري أيضًا، بالإضافة إلى تطور الفضول والاستكشاف.
حيث أن هذه المرحلة مليئة بالكثير من التحديات بالنسبة للأمهات، يبدأ الطفل بمحاولة تجربة كل شئ بنفسه، مما يتطلب مراقبته باستمرار.
التطور الحركي في هذه المرحلة
- هناك بعض الأطفال يمكنهم المشي بثبات، والبعض الآخر يجري وكذلك يتسلق الأثاث.
- كما يمكنهم استخدام المعلقة وكذلك كوب الماء، مما يعزز الاستقلالية لديهم أثناء تناول الطعام.
- بالإضافة إلى يبدأ الطفل ترتيب ألعابه، وكذلك يمكنه يفرق بين الأشكال وإدخالها في أماكنها الصحيحة.
التطور اللغوي والإدراكي
- يبدأ الطفل في فهم العديد من الكلمات البسيطة، كما يمكنه نطق من 10 إلى 20 كلمة واضحة، واستخدام إشارات جسدية للتواصل.
- بالإضافة إلى فهم الطفل في هذه المرحلة للتعليمات البسيطة مثل (احضر الكرة، لا تفعل هذا) ولكنه يعيد نفس الأخطاء لاختبار الحدود.
- يتم نمو الخيال لديه، ومن ثم يبدأ في تقليد بعض الأفعال مثل التحدث في الهاتف.
كيفية تحفيز نمو الطفل في هذه المرحلة؟
1- تعزيز الاستقلالية | تحفيز نمو الطفل
هنا دورك كـ أم لابد من منحه بعض الحرية، وكذلك بعض الفرص للقيام ببعض المهام بنفسه، مما يعزز ثقته بنفسه.
2- اللعب التخيلي
كما يمكنكِ تقديم بعض الألعاب التي تحفز الخيال لديه مثل (أدوات المطبخ والدكتور البلاستيكية) مما يساعده ذلك في تقليد الكبار وكذلك تطوير مهاراته الاجتماعية.
3- تشجيع المهارات اللغوية لديه | تحفيز نمو الطفل
دورك هنا كـ أم يتمثل في التحدث إليه باستمرار، وكذلك وصف الأشياء حوله، كما يمكنكِ قراءة القصص القصيرة له.
4- التحفيز الاجتماعي والعاطفي
لابد من مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره، وكذلك الاهتمام به بشكل كبير، واحتضانه باستمرار، مما يعزز لديه الشعور بالأمان والثقة بالنفس أيضًا.
في الختام، تحفيز نمو الطفل في كل مرحلة عمرية يحتاج إلى حب، وصبر، وكذلك تفاعل مستمر، وذلك يتم بدايةً من أول يوم في الولادة وصولًا إلى أول خطواته؛ من الجدير بالذكر أنه يحتاج إلى بيئة داعمة تساعده في اكتشاف العالم من حوله ومن ثم تقدم له الثقة والأمان.
“تذكري يا صديقتي أن كل طفل ينمو ويتأثر ببيئته التي ينمو بها، لذا قدمي له التشجيع اللازم واحتفلي بكل إنجاز يحققه”.