الصحة الجسدية والنفسية هما الأساس لحياة مليئة بالإنجازات والتوازن، والاهتمام بصحة الطفل من أهم الأدوار التي يلعبها الأهل لضمان نموه السليم وسعادته، وبما إن الاهتمام بصحته يبدأ منذ اللحظات الأولى التي تخطط فيها الأسرة للحمل والولادة، إليك دليل عملي لتعزيز صحة الطفل بطرق ممتعة وبسيطة.
التخطيط لحمل صحي
تبدأ رحلة الاهتمام بصحة الطفل من قرارات الوالدين خلال فترة الحمل؛ ولذلك لابد من تجنب العادات الضارة مثل التدخين وتناول الكحول، مع الحرص على تناول المكملات الغذائية الضرورية مثل حمض الفوليك لتجنب التشوهات الخلقية ودعم نمو الجنين.
كما يفضل الاعتماد على الرضاعة الطبيعية قدر الإمكان، حيث يوفر حليب الأم جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في شهوره الأولى، ويساهم في تعزيز العلاقة بين الأم والطفل.
التغذية السليمة لتعزيز صحة الطفل
لضمان نمو الطفل الجسدي وتطوره العقلي لابد من الاهتمام بالتغذية السليمة، فهي حجر الأساس لصحة الطفل، عند بدء إدخال الأطعمة الصلبة، لابد من تقديم وجبات صحية متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية، مثل البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون الصحية، والفيتامينات.
كما يجب تجنب الأطعمة المصنعة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والدهون المشبعة، مع الاهتمام بتضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية في وجبات الأطفال، مثل الخضراوات الملونة والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة، اللحوم الخفيفة، الأسماك، والبقوليات.
يمكن تقديم الفواكه والخضروات بأشكال وألوان متنوعة من خلال إضافتها إلى السلطات، السندويشات، أو كوجبات خفيفة لتحفيز الأطفال على تناولها.
ولابد من تقدم أطعمة طازجة وغير معالجة قدر الإمكان، مثل الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان.
حاول تشجيع الطفل على شرب كميات كافية من الماء يوميًا، مع تقليل استهلاك المشروبات السكرية والمشروبات الغازية، واستبدالها بالعصائر الطبيعية.
شجع الطفل على تناول وجبات خفيفة صحية مثل المكسرات والفواكه الطازج، مع الحد من تناول الأطعمة السريعة والمقلية، وتجنب تقديم الحلويات والمقرمشات بكميات كبيرة، واجعلها جزءًا صغيرًا من النظام الغذائي.
والجدير بالذكر أن تعليم الأطفال حجم الحصة المناسبة يساعد على تجنب الإفراط في الأكل وزيادة الوزن، فالأطفال يمتلكون قدرة فطرية على التحكم بكميات الطعام التي يحتاجونها، ولكن توجيههم يعزز من هذه القدرة الطبيعية.
ساعد طفلك على التعرف على إشارات الجوع والشبع، ولا تستخدم الطعام كمكافأة أو عقاب، لأنه قد يؤدي إلى علاقة غير صحية مع الطعام، وبدلاً من منع أطعمة معينة، علمه أن تناول الحلويات أو المأكولات الدهنية يكون باعتدال.
إجبار الأطفال على تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى مقاومة نفسية ونفور من الأطعمة الصحية، دع طفلك يشاهدك تتناول الخضروات والفواكه لتشجيعه، وقدم أطعمة جديدة بكميات صغيرة وأدمجها مع الأطعمة المفضلة لديهم.
الصحة النفسية
للصحة النفسية تأثير كبير على شخصية الطفل وتفاعله مع محيطه، حاول الاستماع لطفلك وشاركه أفكاره ومشاعره، واستخدم كلمات تشجيعية لتعزيز ثقته بنفسه.
علمه كيفية التعامل مع المواقف الصعبة، مثل التنفس العميق أو التحدث عن مشاكله، وجنب الضغط الزائد على الطفل لتحقيق إنجازات دراسية أو رياضية.
كما يجب تشجيعه على تكوين صداقات والانخراط في الأنشطة الجماعية، وبالطبع لا تنسى أن تقدم له فرصًا للتفاعل مع أقرانه لتطوير مهاراته الاجتماعية.
تنمية الوعي الصحي
لابد من تنمية الوعي الصحي لدى الطفل لمساعدته على اتخاذ قرارات سليمة فيما يتعلق بصحته، علمه تنظيف أسنانه، وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، فغسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية يظل خط الدفاع الأول ضد الجراثيم.
كما عليك تشجيعه على اختيار الأطعمة الصحية بنفسه، مع تعليمه أهمية الحركة والنشاط البدني، شجعه على شرب الماء والحليب بدلاً من المشروبات المحلاة، فالترطيب الجيد يساعد على تحسين الهضم، وتعزيز وظائف الدماغ.
كن له قدوة حسنة من خلال اتباعك نمط حياة صحي، وشاركه الأنشطة الصحية مثل الطهي أو ممارسة الرياضة.
النشاط البدني للحفاظ على صحة الطفل
وفر بيئة آمنة للطفل للعب في الهواء الطلق، مثل الحدائق والملاعب، وشجع الأنشطة التي تعزز الحركة مثل ركوب الدراجة، القفز بالحبل، أو لعب الكرة.
يمكنك تسجيل الطفل في رياضات جماعية مثل كرة القدم أو السباحة؛ لتعزيز لياقته البدنية وتطوير مهاراته الاجتماعية، وشجع الأنشطة التي تنمي مهارات التركيز والتنسيق الحركي مثل التنس أو الرقص.
حاول أن تحدد وقتًا يوميًا لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، وعوض وقت الشاشة بأنشطة ممتعة مثل قراءة الكتب أو حل الألغاز، فالنشاط البدني ليس فقط لتعزيز الصحة الجسدية، بل أيضًا لتحسين المزاج وتعزيز العلاقات الأسرية.
السلامة والنظافة الشخصية للحفاظ على صحة الطفل
لضمان صحة الطفل والتقليل من خطر الإصابات والأمراض، لابد من الحفاظ على بيئة آمنة ونظيفة، فمن الضروري تأمين المنزل للأطفال من خلال وضع حواجز أمان على السلالم، قفل الأدراج والخزائن الخطرة، والتأكد من إزالة المواد الضارة أو الأدوات الحادة بعيدًا عن متناولهم.
كما يجب تأمين المقابس الكهربائية وتنظيم الأسلاك والكابلات، ويجب تعليم الأطفال غسل أيديهم بانتظام باستخدام الماء والصابون، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، ولابد من تعليمهم السعال والعطس في المنديل أو ثنايا ذراعهم للحد من انتشار الجراثيم.
يمكن تقليل مخاطر الإصابات داخل المنزل من خلال استخدام أرضيات غير قابلة للانزلاق في الحمامات والمطابخ ومناطق اللعب، بالإضافة إلى التأكد من وجود حوامل وقفل للأبواب للحفاظ على سلامتهم.
تعزيز العادات الإيجابية
من الضروري أن يكون الوالدان قدوة حسنة في اختيار الأطعمة والمشروبات الصحية والمشاركة في الأنشطة البدنية الممتعة، حيث يعتبر الأطفال مرآة لأفعال والديهم؛ فهم يتعلمون من خلال مراقبة سلوكيات الكبار.
اجعل خياراتك الغذائية صحية ومتنوعة لتكون نموذجًا يحتذى به، وقم بإشراك أطفالك في التسوق وتحضير الطعام؛ لتعزيز شعورهم بالمسؤولية والفرح بالمشاركة في إعداد وجبات صحية.
النوم الصحي
حدد وقتًا ثابتًا للنوم والاستيقاظ يوميًا، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، وقدم طقوسًا هادئة قبل النوم، مثل قراءة قصة، وتجنب الأنشطة المحفزة قبل النوم مثل الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز.
تشجيع الروتين العائلي الصحي
خصص أوقاتًا محددة لتناول الوجبات مع العائلة، مع التخطيط لنشاطات أسبوعية تجمع بين المرح والفائدة مثل نزهة في الطبيعة أو زيارة سوق محلي للخضروات، يمكنك تجربة وصفات جديدة صحية مع الطفل ليشعر بالإنجاز
الفحوصات الطبية الوقائية لمتابعة صحة الطفل
المتابعة الطبية المنتظمة تساهم في الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية؛ ولذلك قم بإجراء فحوصات منتظمة للطفل، بما في ذلك فحص الأسنان، والنظر، والسمع.
وتأكد من أن الطفل يتلقى جميع التطعيمات الموصى بها في مواعيدها، وفي حال ظهور أي أعراض مرضية على الطفل، لا تتردد في استشارة الطبيب.
إذًا، يمكنك الآن باتباعك للنصائح المذكورة، وضع أساسًا متينًا لتعزيز صحة الطفل ونموه بشكل سليم لضمان مستقبل صحي أفضل له وللمجتمع.